ادب وفن

فلم «سنوات الجمر والرماد» بين الوثيقة والذكريات / زهير بهنام بردى

عرض عصر يوم الخميس الموافق 25 شباط في خيمة منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكردستاني فلم سنوات الجمر والرماد للمخرج علي رفيق مسلطا الضوء على تجربة الانصار الشيوعيين وكفاحهم ونضالهم الممتد للفترة من 1979 الى 1990
هل تستطيع الذاكرة ان تلم تفاصيل الحدث والأمكنة والتواريخ والأسماء ثم لا بد ان اخشى على صانعي تلك الاحداث والمساهمين فيها ان تنسى تلك الاماكن والأحداث والتواريخ والأسماء وكما حدث وأنا اشاهد تجربة الانصار التي سطرت وطرزت سفرا مضيئا من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
الفلم فعلا شد المشاهد لأنه من قلب التاريخ القريب ربما وتعيده الى احداث شارك فيها او سمع عنها استطاع المخرج علي رفيق بذكاء وعن طريق التقطيع الفني المبدع حقا ان يضيء ويعمق الجانب الدرامي بعيدا عن السرد المكتوب لأنه اعتمد على السرد الشفاهي العفوي والذاكرة المتوهجة الى الان كما ان تبويب الفلم وترتيبه الاستعراضي عن حياة الانصار من الطبابة والتموين والسلاح والطرق واللقاءات والمنشورات والصحافة والإذاعة واللقاء مع الكثير من الشخصيات الانصارية اعطى هذا الدفق الدرامي الذي لم يعط الكجال للمشاهد سوى ان يترقب ويشتاق الى تسلسل السرد التاريخي احيانا والمسرود ايضا وجعل المشاهد يتسرب الى داخل مخيلته مرات للاستذكار او التمني وتبني موقف يتطابق مع رؤاه وتحليله الشخصي وكذلك الانشداد الى الروي الذي يتحدث بدفق شعري من خبرة واقعية ومعايشة جسدية اقتحامية اعطى هذا الزخم من الشوق والترقب لما يتسلسل من مشاهد اخرى كما ان الموسيقى التصويرية اعطت دفئا مضافا للحديث الشفاهي
اعتمد الفلم على ذكريات شخصيات استحضرت الواقعة والتاريخ والمكان في سردها لأحداث ومعارك وحياة امتدت من 79 الى 1990 وبعد لا بد اني دونت بعد الملاحظات لا بد ان يستدركها القائمون على انتاج هكذا افلام وفي هكذا افلام بالذات ان الكثير من صانعي الحدث ومشاركي ومقاتلي قوات الانصار ما زالوا على قيد الحياة ومن المعروف وكما حدست ان لا وثائق معتمدة مكتوبة عن تلك المرحلة بسبب الملاحقات والضرورات الامنية ولا تسجيل سردي مدون لهذه الفترة من الكفاح المسلح الذي استبسلت فيه فصائل الانصار في كافة القواطع هذه الذاكرة التي ما انبرى احد بجمعها وتدوينها كوثيقة تاريخية من حياة الحزب ومن وضع اللنات الاولى لهذه الحركة وساهم في هذه الصفحة المضيئة من تاريخ الحزب والحركة الوطنية والشيعية لتدوينها في كراسات او كتب لتكون ارشيفا ومرجعا لمن يرغب بدراسة هذه التجربة النضالية لتكون نقطة انطلاق لكتاب السرد والسيناريوهات والاستفادة من هذا الارشيف الثر المتدفق في اعمال روائية وسينمائية وعودة اخرى الى الفلم الذي استغرق 68 دقيقة ومن أنثيال حديث الشخصيات وبأسماء حركية لهم كما لاحظنا نعرف ان حركة الانصار التمت وأعلنت وتشكلت وعملت قبل ان يتخذ الحزب قرار الكفاح المسلح كما انها ضمت جميع اطياف الشعب العراقي اضافة المعارك خاضتها لم تدون كما ان الفلم لم يتناول التفاصيل الدقيقة لحياة النصير سواء على مستوى اصغر تشكيل قتالي الى اعلاه والذي كان لا بد ان يضاء عن حياة هؤلاء الذين كانوا فعلا حياة مشرقة