ادب وفن

الجائزة العالمية للرواية العربية المترجمة / إعداد وترجمة: محمد توفيق علي - لندن

جائزة سيف غباش/ بانيبال لترجمة الأدب العربي 2015
مدونة "ختم السلطان" للروائي يوسف رخا
فاز البروفسور بول ستاركي، من بين 29 مرشح ، بهذه الجائزة لترجمة الكتاب من العربية الى الانجليزية. وهو نائب رئيس الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط. والرواية عبارة عن محاولة للإجابة على السؤال: ماذا يعني الانتماء الاسلامي في هذه الفترة من التاريخ؟ اذ تدوّن الممارسات السريالية لشخصية صحفي اسمه مصطفى شوربجي المطلق حديثاً والذي يشعر بخيبة الأمل وهو يواجه شبح السلطان العثماني الأخير. شرع بتنفيذ مهام كلّفه السلطان بها والتي تقوده الى أعماق محلات القاهرة الغنية بالتاريخ الاسلامي والتي تذكّره بعصر الامبراطورية العثمانية، الأمر الذي يبحث فيه عن هويته. يحتوي الكتاب على 9 فصول.
جرى الحديث مع الروائي والمترجم في فعالية اعلامية عقدت في مقر دار "ووترستونز" للكتب في محلة "بيكاديلي" الواقعة في قلب العاصمة لندن. اذ قال الروائي "باشرت بكتابة الرواية عقب سلسلة من السفرات الى مدن عربية التي أسفرت عن تدوين كتابات قصيرة عنها. وفي كل زيارة أحاول تعلّم لهجة المكان المعني وفعلت كذلك في القاهرة". وأضاف بأنه استلهم من اللغة العربية الوسطى التي هي صيغة مبسطة من العربية الفصحى الحديثة والتي تستخدم اللهجة المعنية بما فيها المفردات الجديدة والدخيلة فيها. لم تكمن الفكرة في تقليد لغة القرون الوسطى، بل صياغة صيغة حديثة باسلوب تحريري وعر. اذ يمكن ابتداء الجملة المفيدة بالعربية الفصحى وانتهائها باللهجة الدارجة والعكس بالعكس. وان أجزاء من الرواية مكتوبة باسلوب وكأنه تقرير صحفي. وهنالك أدوار لشخصيات يتحدثون بلهجات مختلفة بما فيها السلطان العثماني الذي يتحدث بالعربية العثمانية، الأمر الذي تطلب قدراً من البحوث وافتخر كثيراً بذلك – لا يمكن ترجمتها الى الانجليزية. وان أحد المواضيع المتناولة هو بمثابة سخرية من اعادة الخلافة التي يمكن تنسيبها الى "داعش" في الوقت الراهن. واختتم المؤلف بالقول بأن الهوية العربية/ الاسلامية هوية صعبة على حامليها وهي هوية مهزومة في هذه الأيام. وان إجابة الكتاب على سؤال الهوية هي رائعة. وأعني بذلك صعوبة كون المرء مسلماً في الوقت الحالي، وباستخدام القاهرة والشخصيات والأشكال الأدبية لتصوّر ماذا كان الوضع لو وقعت الأحداث في مجرى تاريخي مختلف، ووصف روايته كونها من أدب ما بَعد الاسلام.
وفيما يخص الترجمة، علّق الاستاذ ستاركي على صعوبات الترجمة. كان أولها طول الرواية بالإضافة الى التغيير الهائل في الاسلوب والموضوع. ومن الصعب التكهن بمدى رواجها عند القارئ بالإنجليزية - فمن الصعب بيع الأدب العربي المترجَم الى القارئ بالإنجليزية. ليس ذلك لقلّة الكُتاب العرب المبدعين أو المترجمين، فلدينا مشكلة ان القارئ بالإنجليزية لا يرغب قراءة كُتب مترجمة من العربية. عندما فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، ظهرت موجة من ترجماته التي لاقت رواجاً جيداً نسبياً. ولكن كتابة الرواية في الوطن العربي ليست معروفة جيداً في عالَم الناطق بالإنجليزية. واختتم بالقول بأن الروايات مرحّب بها في ظل الأخبار المعتادة من الشرق الأوسط التي تركّز على سلسلة من الكوارث.
هذا وثمنت لجنة التحكيم الرباعية السيد "جوناثان رايت" الذي ترجم رواية "أرض بلا مطر" من تأليف السيد أمجد ناصر.
• ترجمة بتصرّف من عَرض بالإنجليزية للصحفية البريطانية كارن دبروسكا.
ولمزيد من المعلومات بالإنجليزية والصور راجع الروابط المدونة أدناه
https://yrakha.com/
http://www.banipal.co.uk/events/118/18-02-2016/