ادب وفن

مرثية النخيل..مرثية كامل شياع / ئاشتي

يأكل ُ روحي الوجع ُ المتأصلُ في سعف النخل،
فأرفع كفيَّ بوجه الريح،
واصيخ ُالسمعَ لأغاني الفلاحين المسكونة بالوجع المر،
وهي تعيدُ صدى إسمك...كامل ..يا كامل،
يا حامل عنا زهو طفولة عينيك وبغض الأعداء،
ها نحن نعيد تفصيل حكاية حزن،
تتنسم فيها الكلمات المشحونة بالجمر،
رصاصات الغدر من كاتم صوت،
فتغض الطرف،
تقول رصاصات الغدر تجاوزت المليون،
ولكن الأجمل أن نمنحها الصمت،
منْ...منْ يمنحها الصمت؟
من يجعلها تغرق في صدأ أخضر،
كامل...يا كامل..يا آخر أسماء الحب،
تجاوزت بحبك حد الطوفان،
فما عرف السفلة...غير سفالتهم،
وأنت تنوء بحمل عراقكَ فوق الكتفين،
جرس الهاتف رنَّ طويلا،
وأنا بين الخوف وبين الشوق ترددت،
كان الرقم عراقيا،
فتمنيت على الصوت القابع خلف الهاتف،
أن يُسمعني اخبارا اخرى غير الأخبار المألوفة،
لكن َّ الصوت أتاني،
خالي ...اغتالوا كامل يا خالي،
لم أسأل عن يا كامل..لأنك أنت الكامل يا ألقي،
أبعدت الهاتف عن أذني،
وبكيت بكل دموع الروح رحيلك يا كامل.
چن الليل يلتم فوگ العيون،
وچن صرخة ألم تغفه ويه الجفون،
وچن حزن البشر يلتم مسافات،
ويِخضر دمع بلبل فوگ الغصون،
وچن أنت حمامة بيت ترتاح،
عله عش بيتنه البيه ينبني الكون،
وچن جرحك نزف كل دم الاجيال،
الصعدت للسمه وما بدلت اللون،
احس كل النخل يرثيك وياي،
وأحسك نجمه تعله وفوك الظنون،
يأكلُ روحي وجع في عينيَّ امرأة،
تكلس في عينيها بحر الدمع وغامت ألوان الكون،
فما عادت تبصر غير اللون الأسود،
واللون الاسود صار دما ً،
حين رأت طلقات الكاتم تدخل صدرك صرخت وبصوت يملؤه الرعب (يمه كامل)
ومشت متعثرة بخطاها نحو الباب،
لعل يقين الأم يخيب وتنكسر الرؤيا،
لكنّ جهاز التلفاز القابع في الصالة أكد رؤياها،
فاشتعلت في الروح بقايا رائحة شمتها في جيدك قبل قليل،
ورأت في انك أوعدتها أن تغفو الليلة بين يديها مثل رضيع،
لكنك أخلفت الموعد وخلفتها تائهة في صحراء غيابك يا كامل،
صدگ يبني العزيز الترفع الراس،
خذاك الموت مني وما تهنيت،
أحس خنجر فراگك بالگلب بات،
يبو طبع الشهامه الماتوانيت،
تمنيتك ترد من طول الغياب،
وعسن ساعة الگشرة من تمنيت،
يبو طول الحلو يمسنع اسناع،
يبو ضحكة الحلوه التارسه البيت،
شسوي بعمري من بعدك يبو أياس،
وأنه بموتك صرت صبخه وتراديت،
عسه انشلت يمينه الداس الزناد،
وگطع هرشك يالبدمك تحنيت،
يأكل روحي وجع يمتد طويلا،
من شارع في الناصرية حتى بيروجا الايطالية،
فأراك هناك إلها،
يشرب دمع الناس بكفيه ويكفيهم شر الغربة،
يا وطن الحب المتناسل من بين الكلمات أرحني من دائرة الغضب المر،
وخلني أتقرى في الوطن المحتل جراح الحزن بعيني كامل،
كي أبصر خيط دم يربط بلجيكا بزيونة،
فما عادت صورة هذا الوطن المحتل،
سوى قتل في قتل في قتل،
أتذكر حين نكون معا، أضحك وأقول سنقتل يا كامل،
تضحك وتقول ولسنا الأفضل ممن قتلوا،
دائرة القتل تضيقُ ولكن َّ بزيونة يا كامل وجر ذئاب،
يا دمع العيون فيض بدم لاجل كامل
من حيث كامل صدك بكل صفه كامل
طيب وموده ووفه ولكل فرح كامل
ياريت ايد الرجس الغدرتك تنشال
وعليك ادري الجفن من الدمع تنشال
ذكراك أبدا فلا من الگلب تنشال
إنت نبي أيامنا وإنت إله الورد
وفكرك يظل يا وفي لكل نبع هو الورد
بس حيف يا صاحبي بكاتم الصوت الورد
ويضيع فيار جتلك بين گاع وسمه
انت الذي انطيت لأركان الثقافه وسمه
بيك الفكر من صدك عله وتباهه وسمه
ويدور فوگ الوطن نجمه وتشع بسنه
بفراگك العين أمست يا صديقي بسنه
انچان طبع البشر تنسه اليموت بسنه
بس انت طول العمر ما تنسي كامل.