ادب وفن

عصر الرصاص / طريق الشعب

"وأنت وإن أفردت في دار وحشةٍ
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً
إلى عسكر الأموات أني مع الوفد"
تعال نفسر الوقت معا، وقت مولدك يا "كامل شياع"، وشعاع فكرك الجميل، ووقت الغياب المر، أنت مولع برسم خريطة النور والضياء، يحلق بك حماسك وفكرك وعشقك للعراق الى نسج غد أجمل، وبناء وطن يسع الجميع، وشيوع ثقافة الحب، لكنهم، وهم يجهلون فنارات ذلك الغد، غدك الأبهى، قالوا: يجب أن تموت!.
في بلد يتشظى، كان لأمثالك قول، وقولك أجوبة سمحة تردد بحزن:"الوضع السياسي الانتقالي والقلق والحراك الاجتماعي الشديد الموجود في البلد يعكس في عمقه تشظي المجتمع وحالة البلبلة العامة التي من مؤشراتها انعدام اللغة المشتركة بين أفراد المجتمع والجماعات والقوى، وبينها وبين الدولة الناشئة. "
لكن أَمَلكَ ظلَّ رجاء متوهجا يبحث عن سر الانفراج في عتمة الموت، عن بارقة تترجرج في أقبية الظلام:"أمل ان تفضي هذه المرحلة الاستثنائية إلى نقطة من الوضوح وإنجلاء حقيقة البرامج السياسية، وزرع الثقة بين اللاعبين السياسيين".
ها أنت لا تنسى، وتدرك تماما فوضى ما بعد 2003، وها أنت ترسم صورة جلية لما حصل ويحصل:"ينبغي أن لا ننسى أننا خرجنا من تجربة استبدادية من العيار الثقيل. فالحاكم لا يأمن المحكوم ويحتقره، والمحكوم لا يأمن الحاكم ولا يثق به".
ترى كيف يكون الرهان إذن؟، والماضي هو الذي يحرك كل شيء بآلية عجيبة، ماكنة صدئة أدركت يا "كامل" عطلاتها، ونبهت إلى مساوئها، منذ وقت مبكر:" لا يمكن بناء المستقبل بأفكار معاد تصنيعها من منتجات الماضي. وللأسف النسبة الأكبر من قوانا السياسية ما زالت مشدودة للماضي، وغير قادرة على إدراك أن المستقبل".
ها قَد هاجمك الظّلام أخيرا، رصاص وغدرفي مواجهة النور والتنوير .