ادب وفن

بيان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في بابل حول الاحداث في مصر

يتابع الأدباء والكتاب العراقيون في بابل ومعهم مثقفوها وإعلاميوها ومتابعو الشأن الإبداعي والثقافي، بمزيد من القلق والخشية مجريات الأحداث المؤسفة التي تشهدها جمهورية مصر العربية من صدامات مروعة وتخريب مقصود وتدمير للبنى الثقافية التي كانت وما زالت نواة مشعة في انجازاتها الإبداعية والثقافية والعلمية منذ بواكير عصر النهضة العربية حتى هذه الأيام.
لقد كشف تنظيم الأخوان المسلمين عن وجهه المظلم ودوافعه المتخلفة وسوداوية رؤيته للواقع المصري حين فشل في إدارة البلاد بعد سقوط نظام مبارك رغم اعتماده على ديمقراطية مزيفة ومخادعة أهلته لتسنم مقادير مصر.. إن الدوافع الحقيقية لما يقوم به هذا التنظيم ألظلامي ما هي إلا انعكاس للسياسة الصهيونية الامبريالية في وطننا العربي، تلك السياسة التي تسعى الى تفتيت ما تبقى من كيانات ثقافية باختلاق صراعات هامشية تعتمد على الدوافع القومية الضيقة والزوايا الدينية المظلمة، وإعادة محاكاة التاريخ بالعودة إليه في إصدار أحكام لا تتناسب وطبيعة العصر الراهن.
لقد تصدى المثقفون التنويريون الأحرار ومعهم كل الخيرين من أبناء مصر للموجة الظلامية، وما زال القتال جاريا في ساحات مصر من أقصاها الى أقصاها حفاظا على الهوية الثقافية لمصر بوصفها مركزا تنويريا للوطن العربي، وأصبح الصراع اليوم بين خندق الظلامية والتخلف والتشدد والجمود، وخندق الحرية والعدالة والوعي والإيمان بالعلم منطلقا لبناء الإنسان الجديد.
إننا في اتحاد الأدباء والكتاب في بابل نعلن شجبنا لسياسة الإخوان المسلمين ولممارساتهم المتخلفة التي تسعى الى إشاعة روح الانتقام والقتل على الهوية وتهميش الآخر وتضييق حرية المرأة وممارساتها في الحياة بوصفها نصف المجتمع، وفي الوقت الذي نشجب فيه ذلك فإننا ندعو جميع المثقفين العراقيين ادباءا كانوا أو فنانين أو باحثين أو إعلاميين الى تنظيم اعتصامات علنية وإصدار بيانات إدانة تؤكد مؤازرة المثقف والفنان العراقي الأخوية في مصر إبرازا لدور المثقف النقدي والعضوي في دعم الحركات الديمقراطية الحرة التي تسعى الى بناء الإنسان الجديد وفق رؤية إنسانية واعية.
المجد والخلود لشهداء الثقافة والإبداع في الوطن العربي وفي مصر والعراق وسوريا بخاصة.
وإنا على موقفنا لصامدون وبما نؤمن لواثقون ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين/ بابل
22-8-2013