ادب وفن

لك وحدك.. نغني / عبد السادة البصري

وحدك....
وحدكَ عرفتَ السرَّ
فكانت العشبةُ لكَ...
لكَ وحدك !!
......
أخطأتكَ المقاصلُ.. رغمَ وحشيّتها
فصرتَ تعتليها مبتسماً
ومن أعوادها...
تصنعُ مشاعلَ فرحٍ وانتصار !
ـ لقطة ـ : ـ
حين اعتلوا المشانقَ..
كانت أقدامهم تدوسُ
على رؤوس الجلادينَ.
وصوتهم يدوي في الآفاق هادراً :
نحن أقوى. .وأعلى.. وسنبقى !
........
وحدكَ..
وحدكَ علّمتَ السجونَ
أن تكسرَ أقفالها..
وتفتح أبوابها..
للغد الآتي بالزهر والنسيم
فكنتَ ربيعاً
تلو ربيعٍ
تلو ربيعٍ
تلو ربيع...
وهذه الثمانون مرّت
وتلتها اثنتانِ
وما زلتَ....
تخضرّ كلّما داهمتكَ الخطوب..
فسجن الكوت
ونقرة السلمان
والحلة...
لم تكن سوى محطّاتٍ
اشتدّ بها عودكَ
وأزهرت الورود !!
.... ....
وحدكَ...
وحدكَ رسمتَ ملامحكَ البهيّةَ
في انتفاضة حسن سريع
وعلى ابواب عربات قطار الموت..
وفي هور «الغموكة»
عزفتَ موسيقى الأمل المرتجى
مع القصب
والبردي
والطير..
رددتَ أغنيتكَ الأثيرة !
...... ......
وتظلّ وحدكَ
وحدكَ تعبرُ صوب الضفاف الخضرِ
لتزهو ربيعاً
نردد بين أفيائه :
«كل سنة من سنين عمرك
ورد جوري وياسمين
كل سنة من سنين عمرك
يكبر ويانه الحنين !!»