ادب وفن

يا وثبة الفهد / كاظم عبدالله العبودي

مَن طاول النجم حتى طاله وسما
ومَن تناوش قرص الشمس مرتقياً
جنح الحمائم بيضاءٌ قوادمُهُ
بيضاءُ من غير سوءٍ منذ أن خُلقت
نهجٌ وراحٌ وقلبٌ فاض طافحُها
يا مثقل القلب بالأعوام مبتدأ
فوق الثمانين لكن ما حَنتْهُ ولا
عمر النخيل إذا طال الزمان به
وناول البدر مما يُجتنى كرماً
أنف الجبال ستحيا شامخاً أبداً
يبقى شراعُك مهما إرتد من سفنٍ
تبقى كما أنت ما لطخت ثوبك أو
تبقى كما أنت لا سيفاً رفعت ولا
واجهت بالحب حقداً كنت غايته
إذا إشتكى لك ثغر الأرض من ظمأٍ
وذات صحو أفاق الكادحون على
وكنت وحدك زحف الثائرين فما
فمٌ تشاركه الدنيا مرددةً
وسوف.. ثانية تصحو الجياع إذا
تقودها صوب ما تهفو له: (وطنٌ
وشّحت قلبك بالنهرين عن ولع
وصدّ صدرُك عن هذي الربى وجعاً
رأيته يقظةً او حالماً وطناً
ورمْتَه واحداً إذ رام غيرُك أن
وشمتَهُ في جبين الأرض خارطة
يا وثبة الفهد كم ساحٍ وثبت بها
غداً ترفُّ على النهرين رايتك الـ
ومن على أفقنا أحلى الرؤى وسما
وفوقه رغم ذيّاك اللظى رسما
كما خوافيه إن رفّت وإن جثما
ولم تزل كفكم أنتم فقط قسما
للناس حباً ، وفاض الآخرون دما
تجري بك الريح انى شئت مقتحما
سارت به واثباً إلا علا قمما
مدّ الجذور بحضن الأرض ملتحما
من شوقه السعف عبر السحب ملتثما
ما كان إلاّكَ في الطوفان معتصما
مهما تلاطمت الأمواج ما هُزمنا
مُدت يداك إذا ما غيرُك إغتنما
أهلاً ذبحت وظل الغير متهما
وأروع الثأر ما أبدلته كرما
هطلت ما يشتهي أو تشتهي ديما
تلك الأغاريد إذا أنشدتها نغما
إلاّكَ حوّل جمع الثائرين فما
وتستجيب فقد اصغت اليه سما
أشهرت رايتك الحمراء محتدما
حرٌ وشعبٌ سعيدٌ) والشغيل حمى
كما احتضنت الثرى والنجم بينهما
لما سواك على ظهر (العراق) رمى
إذا رأى آخرٌ في آخرٍ حُلما
يقطّع الواحدَ المجروح مقتسما
وفوق خدّ السما لوّنته علما
وكم ربضت على ميدانها هرما
شمّاءُ تمسحُ عن جفنيهما الألما