ادب وفن

فهد / ألفريد سمعان

تعلمت منك
لا أدري كيف
تسلل نبض حروفك
بين ضلوعي
وسارت وراء خطاك
خطاي
وكيف فتحت امام جفوني
رواق التحدي
وقلت: سنبدأ
ناديت كيف!؟
وماذا سنفعل!؟
كيف نواجه هذي الحشود
وهذي البنادق
والشرطة الساهرين
وكيف نصارع احقادها
وكيف
وماذا تريدون مني
وأي طريق سنسلك
أي سلاح سنحمل
ان ضباب المنايا كثيف
وسوط الفواجع لا يعرف الانتظار
يطارد انشودة في الشفاه
ويطوي سجل العذاب احتضاري
ويقطع بالموت اوتار عمري
ويخنق فجر رفاقي وفجري
أجل
انهم طوقوا شرفاتي
وأغرق سور الظلام دروبي
وحامت على كل باب طيوري
وكدت اغادرُ.. أهربُ
لكنها اقبلت من بعيد
سواعد تزهو براياتها
وتنشد .. تنشد ... دون عياء
وتعلن سوف تخوض الشغيلة
نهر الكفاح
وتهتف رغم هدير الجراح
سنمضي .. سنمضي الى ما نُريد
وطن حر وشعب سعيد
***
تعلمت
كيف اصون أكاليل مجدك
بين عروقي
واحمل آهات صبرك
اكتم صوتي
تحت هدير السياط
لأحمي بصمتي ديار رفاقي
لتبقى طقوس البطولة والتضحيات
ترانيم تستدرج العابرين
احاروها..
ارتدي ثوبها
احدق فيها
كما كنت تفعل
يا منبع النفحات المهيبة
جمعتُ كرومك
أقسمت باسمك
يا فهد
تبقى تظل نواقيس مجدك
في موكب الكادحين
وبين الخمائل
كما أنت
اسطورة لا تغيب
تحوم على مرفأ الصلوات
وتقتحم البحرَ
أشرعة الانتصار
ونعلنها صرخةً لا تعود
ويعلو .. على كل درب صداها
ترافقها امنيات الخلاص
مشاعل تزهو بربانها
سنرسم في كل بيت حديقة
وننشر فوق رمال الصحارى
شموخ السنابل
ونزرع حول صفاف المنافي
حقول النجوم
ونحمي ذراك
اذا ما ادلهمت غيوم السماء
وعاثت بلون النهار
سطور الدماء
***
تعلمت
كيف احلق باسمك
فوق سفوح التحدي
واحمل صوتك
بين عيوني
وفوق غصوني
وانت تردد عند الرحيل
مع رعشة الفجر
رغم القيود التي كبلت قدميك
وداعاً .. رفاقي
وداعاً .. وداعاً
واعلنت ان الشيوعية
اقوى من الموت
اعلى من القمم الشاهقات
وحقك
رغم قيودك
رغم الجراحات
رغم الرصاص .. ورغم حبال المشانق
كانوا يخافون منك
***
بنيت لنا عشنا الاممي
ورصعت اركانه بالاماني
وصار لنا نغمة تشتهيها
شفاه الطيور
وزهو الفراشات بين الزهور
وحين يحلّق فوق السحاب
جناح النسور
واصداء تختال بين غصون الحقيقة
وحضناً يلوذ به المعدمون
رسمت الملاحم
روضّت كل ظنون الطغاة
فصارت قلائد ترقص فوق صدور العذارى
صنعت من الخبز رمزاً مهيباً
ونهديك وعداً بأنا.. سنبقى ونبقى
لنصنع من كل ليل نهارا
ومن كل بسمة ثغر سوارا
***
تعلمت
كيف اصون رحابك..
كيف اناجي ايادي الحنان التي عانقتنا
وكيف اقاوم
موج الدعارة والاثم
عند احتدام الخطوب
حملت تراثك ملء الجفون
وابعدته عن دروب اللصوص
فظل نقيا
***
تعلمت
لا استبيح بياد غيري
واحمل اوجاع
من علمتنا الحياة.. بان نفتديهم
بأرواحنا
وكيف اكون حداء القوافل
وعند الشدائد سيفاً يقاتلْ
وبيتاً يلوذ به الكادحون
***
تعلمتُ
تبقى وصاياك عندي
وعند رفاق الطريق الغيارى
منابر تستقبل الاوفياء
وتبقى رؤاك
عناقيد وعي
وباقات مجدٍ
وانغام حب
وبسمات فجر
يغرد فيها عبير التفاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القاها الشاعر في احتفال الذكرى الـ 82 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الذي اقيم عصر الخميس 31 آذار 2016 في بغداد.