ادب وفن

تصورات ومقترحات مختصرة عن مشكلات اتحاد الأدباء / عبد الزهرة زكي

أعتقد أن الصورة التي عليها اتحاد الأدباء والكتاب، ومعه معظم الاتحادات والنقابات ذات الطبيعة التخصصية المماثلة، هي تعبير مكثف عن مشكلات كثيرة تعانيها هذه المرحلة الانتقالية من حياة وعمل المثقفين وتنظيماتهم بين نظامين؛ شمولي سابق وآخر لاحق يريد أن يكون ديمقراطياً.
مشكلات هذه التنظيمات هي تعبير حقيقي عن مشكلات الأدباء والفنانين أنفسهم. وهي مشكلات لا ينبغي التطير منها لكن تجب دراستها ومواجهتها والعمل على تجاوزها.
• لقد جرت كتابة قانون اتحاد الأدباء بموجب وجهة نظر حياة وعمل الأدباء في ظل نظام شمولي، وفي هذا القانون النافذ صيغ كثيرة للتعبير عن هذه الطبيعة.
لم يتغير هذا القانون الذي يجعل حتى تركيبة الهيئة الإدارية للاتحاد تركيبة مترهلة وهي أقرب للبناء الحزبي. لا بد من تغيير القانون بالافادة من قوانين الاتحادات والمنظمات المماثلة في دول مماثلة لما نحن فيه ولما نطمح إليه.
• قانون اتحاد الأدباء سمح بأن يكون سجل الانتماء إلى الاتحاد سجلا مفتوحاً لأعضاء بينهم من يفتقرون حتى إلى أدنى مواصفات الأديب والكاتب. وحالياً تشكل هذه الخصيصة عبئاً ثقيلاً على الاتحاد وعلى أية هيئة إدارية تتصدى لقيادة العمل فيه.
• واحدة من مشكلات الاتحاد المهمة حاليا هي مشكلة تمويله. منذ تأسيسه عاش الاتحاد واستمر في الاعتماد على تمويل الحكومة له، وبعد 2003 توقف هذا التمويل، ولم يجر التفكير جدياً بخلق منافذ تمويل مناسبة له، وهي منافذ ممكنة وليست مستحيلة.
• النظر إلى قيادة الاتحاد على أنها صفة اعتبارية وتكريمية هو نظر يمتّ بصلة إلى الطبيعة الشمولية السابقة. ينبغي للاتحاد وأعضائه تجاوز هذا التصور والعمل على تصعيد إدارات تعمل على تأمين متطلبات هذه المرحلة الانتقالية بحلول وبنشاط عملي. هذا يتطلب أن تكون هناك برامج عمل وسياسات تقدم من قبل المرشحين لانتخابات الاتحاد ويجب أن يكون التصويت مراعياً لقيمة وايجابية هذه البرامج.
• سياسياً يبدو من الطبيعي أن يواجه الاتحاد مشكلات لإدارته مع أعضائه حين يجري التعبير عن موقف سياسي من قضايا وأحداث هي مثار جدل واختلاف بينهم. يجب أن نكون واقعيين في النظر إلى طبيعة مرحلتنا. صلة الاتحاد السابقة بالدولة وبحكوماتها تفرض عليه هذه البيانات والتعبير عن موقف سياسي للاتحاد.. الآن غير مبرر الخوض في كل تفصيل وحدث. أقترح أن يكتفي الاتحاد بالتعبير عن رأي فقط في القضايا التي تخص الحريات والأمن.
• أن يظل هناك اتحاد واحد جامع للجميع ومانع لسواه هو موقف غير مبرر. اقترح على الاتحاد أن يساعد ويشجّع على خلق منظمات وتجمعات وحتى نقابات تقوم بواجبات وفعاليات مختلفة كثيرة لا يمكن للاتحاد وحده جمعها، لكن يمكن للاتحاد أن يكون خيمة لجميع تنظيمات الأدباء والكتاب. هذا ما تجب مراعاته في كتابة قانون جديد للاتحاد.
• واقعاً يستطيع الاتحاد بشيء من الجدية والشجاعة أن يكون قادراً على تمويل نفسه. أبنية اتحاد الأدباء في بغداد والمحافظات يمكن استثمارها بما يساعد على توفير مقرات جيدة ومصادر دخل جيد للاتحاد، ولكن هذا يحصل من خلال استشارة مختصين بالاستثمار والمشاريع.
• في ظل غياب نظام رعاية اجتماعي متطور وشامل لجميع العراقيين يمكن لاتحاد الأدباء أن يبادر لفتح صندوق رعاية صحية لأعضائه، ويتطلب هذا تحركاً على رجال المال والأعمال لدعم الصندوق والتوقف عن مناشدة وتوسّل الحكومة كلما اقتضى وضع أديب أو كاتب هذه المناشدة.