ادب وفن

نحو تغيير جذري لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق / ياسين النصير

ستجري في 22-4-2016 من هذا العام، الانتخابات العامة لاختيار المجلس المركزي الجديد، الذي بدوره سينتخب المكتب المركزي ورئيس واعضاء الاتحاد.
وخلال معايشتي للاتحاد منذ السبعينيات، ومشاركتي في عدد من هيأته المركزية والقيادية، من حقي أن أبدي رأيا ربما لا يتوافق مع مواقف وآراء بعض أصدقائي من الأدباء،خاصة ممن أدمنوا على البقاء في هيئاته، وتعاملوا كما لو كان العمل في منظمة ثقافية عراقية عريقة هو امتيازاً لهم ومشروطاً بوجودهم.
وسأبدي بعض الملاحظات، التي أراها ضرورية لعمل الاتحاد مستقبلا، واضعها أمام الادباء قبل الانتخابات الجديدة، كجزء من مهمة أديب واكب مسيرة الاتحاد وعمل في هيئاته واشترك في مؤتمراته، .وليس غرضي في طرح هذه الورقة إلا الدعم لمسيرة اتحاد وطني مناضل شهد التاريخ على مدى نصف قرن مواقفه الوطنية ، لذلك ليس من موقف شخصي وراء ما اريد طرحه.
1- سعيت من خلال وجودي في المجلس المركزي الى أن تكون قيادة اتحاد الادباء جماعية، كما ينص النظام الداخلي في عدد من مواده على ذلك، وألّا يكون أي عضو قيادي فيه يتصرف كما لو أنَّ الاتحاد مرتهن بشخصيته أو مواقفه. وقد قدمت ورقة تفصيلية في هذا الصدد، ومع الأسف لم تدرس الورقة، ولم تناقش في أي اجتماع للمجلس المركزي أو للمكتب الدائم، وجرى إهمالها بقصدية مسبقة ، بحجة ان كاتبها لا يعيش دائما في العراق، وكأن الهجرة كانت برغبتنا الشخصية.
2- ومن جملة النقاط الرئيسة التي تناولتها ورقتي، هو أن يتحول اتحاد الأدباء إلى مؤسسة تعنى بشؤون الأدباء، وتثبّت قانونيا أنَّها المؤسسة التنظيمية والرسمية لشريحة متنوعة من الانتماءات الفكرية والاجتماعية والثقافية للادباء العراقيين، أعني كل الأدباء وليس لفئة أو شريحة معينة، وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية وعقائدهم وهوياتهم القومية . وما اعنيه بالمؤسسة هو ما عليه اتحادات الادباء في العالم، من أنها الجهة الرسمية التي تتولى شؤون الأدباء والمثقفين، في أمور تخص الابداع والوظيفة والتفرغ ورسم السياسة العامة للثقافة، والعمل والتقاعد والصحة والسفر، والمشاركة في المؤتمرات ، وكل ما من شأنه أن يجعل الاديب العراقي ضمن إطار مؤسساتي منظم وفاعل. ولدي معلومات عامة أن الاتحاد سعى الى مثل هذه الامور لكنه لم يتواصل مع المعنيين فاستكان لما يقرره بعض المسؤولين، لتصبح علاقة الاتحاد بمفاصل الدولة والمجتمع عبر شخصيات وليس عبر طرق تنظيمية موثقة تضمن له شخصيته الاعتبارية والتنظيمية.
3- ومن مواد الورقة التي قدمتها ولم تناقش، التركيز على الدور الذي يقوم به كل عضو قيادي، وأن يكون رئيس الاتحاد ملزما بما يقره المكتب المركزي والمجلس المركزي في كل فعالية يشترك فيها، داخل العراق وخارجه، لا أن يتصرف وحده كما لو كان هو الاتحاد كله، ما يضعف دور المكتب والمجلس المركزي وتصبح القضايا كأنها قضايا شخصية.
4- ومن بنود الورقة أن يكون الاتحاد مؤسسة ذات هوية واعتبار عندما يخاطب المؤسسات الثقافية والرسمية داخل العراق وخارجه، وعندما يُخاطب باحترام وبالطرق الرسمية من قبل اية جهة عراقية أو عربية، فقد لمسنا أن معظم العلاقات تتم عن طريق التلفون أو العلاقات الشخصية، وليس عن طريق تنظيمي رسمي،لابد من وضع آلية تنظيمية تنظم العلاقة بين الاتحاد والمؤسسات الأخرى، فالذي يجري ان بعض الاشخاص يتولون الاتصالات دون علم بقية الاعضاء ما يجعل العمل فرديا ومزاجيا وغير منظم.
5- ومن فقرات الورقة، ألّا يتخذ أي عضو من أعضاء الهيئات العليا أي موقف شخصي، سواء في خطابه او رده، أوتعليقه على ما يجري، وقد سببت بعض الخطابات والمواقف الشخصية ارباكا لعمل الاتحاد ونعته بنعوت لا تليق بمهمته التي أنشئ من اجلها .وفي المقدمة منها ان يلتزم رئيس واعضاء المكتب الدائم بما يقرره المجلس المركزي مسبقا.وأن تكون علاقات الاتحاد مقررة مسبقا في اجتماع الهيئات القيادية وان يكون المكلف بالمشاركة ملزما بما تقرره الهيئات.
6- جرى ويجري لغط كثير حول خطاب اتحاد الادباء في المؤتمرات العربية، فقد جرى تهميش مقصود لدور الاتحاد فيها، ومعاملته كما لو كان تابعا للسلطة أو لاميركا، وهي النغمة التي سمعناها مرات عديدة في خطابات بعض الوفود، دون أن يتخذ الاتحاد موقفا واضحا ضدها، لقد كان موقف الاتحاد من هذه القضايا ضعيفا وشخصانيا،لان اية مشاركة لوفد عراقي لم تدرس اليات خطابه وكيفية توضيح مواقفه في المكتب المركزي ولا في المجلس المركزي مسبقا ،وحتى لو شارك اعضاء في المؤتمرات نجد دورهم مهمشا..
7- ومن بنود الورقة أن ما يحدث في الاتحاد من امور تنظيمية كما ينص عليها النظام الداخلي غيرمطبقة، فالامين العام هو الاساس في كل علاقات الاتحاد بالمنظمات الداخلية والخارجية. ولكن الامين العام لا يقوم بدوره بالشكل الذي ضمنه النظام الداخلي.
8- العمل على جعل الاتحاد منظمة ثقافية لها دور فاعل في الحياة الثقافية وان تشارك في كل حلقات الثقافة الوطنية، وان تشترك في وضع استراتيجيات الثقافة ضمن مؤسسات الدولة،وان تكون له شخصية تنظيمية يخصص لها ميزانية ضمن ميزانية منظمات المجتمع المدني،وان يكون الاتحاد شخصية اعتبارية في العلاقات مع مؤسسات الدولة، وان يكون له كادر وظيفي يرتبط بمجلس النواب لتنظيم وتمشية اموره التنظيمية والمالية.
9- وهناك الكثير من النقاط التي تضمنتها مقترحاتي ومقترحات بعض الزملاء في المجلس المركزي، ولكن لم تدرس ولم تناقش أيضا، لأن ثمة هيمنة والغاء للرأي الآخر سادت العمل طوال السنوات الأخيرة. ولما لم أجد استجابة، ولو حتى تخطئة لمقترحاتي، قررت قبل عام ونصف الاستقالة من المجلس المركزي
10- مقترحي الجديد، هو أن تؤجل الانتخابات لهذه الدورة، لمدة ثلاثة اشهر، ويجري اجتماع موسع لجميع الأدباء في العراق، لدراسة وتغيير بعض فقرات النظام الداخلي، ورسم الخطوط العامة للاتحاد وعمله وعلاقاته الداخلية والخارجية في السنوات المقبلة، وتوزيع مهماته التنظيمية على قيادييه، ومحاسبة كل من يقصر في مهماته، وتنشيط الدور الرقابي في الاتحاد، ورفض اية شخصنة للمواقف، ووضع خارطة طريق جديدة ومنظمة لعلاقة المركز بالمنظمات الأدبية والثقافية في المحافظات والاقليم.
11- وفي حالة لم تدرس هذه المقترحات، ولم تؤجل الانتخابات، ادعو وبشكل شخصي جميع الادباء العراقيين الى المشاركة في فعالية مؤثرة في الانتخابات المقبلة، وتغييرما هو ممكن، من أجل بقاء اتحاد الادباء والكتاب في العراق منظمة وطنية وتقدمية.