ادب وفن

علي الشباني .. روح عاشقة وقلب ولهان / كاظم السيد علي

كتبت أسمي بدرب ريحك
زمان الخوف والذله
وعذابات السبي
هاكثر خرسه مفاتيحك؟
بهذه الصورة الرائعة من الحداثة من قصيدة " بيان للزمن المذبوح -1973 " نبدا ونسلط الضوء على تجربة شاعر مبدع قالها من صميم قلبه الولهان عندما يختلط عنده الحزن والالم والفرح معا ، واحد من الشعراء الذين ارتقوا بالقصيدة الشعبية الحديثة الى عالم الرقي والتألق مجسدا هموم الانسان المعاصر يقف في طليعة زملائه الشعراء الذين ارتوى معهم من ذلك النبع الجميل :
ون من الزغر بالراس
واقرالك رسايل شوك
ويظل بس حرف بالراس
ماينكال ..
يلعشكك هني وجتال
وضوك الروح من تجزي..
ويلفني الدرب واتدوهن
واكول: اشماله كلبي المايشوفك حن
ولك كلبي حمامة هناك
من تجزي يطك جنحه ويطير اهناك
ابن الديوانية العاشق الولهان هذه المدينة الفراتية الاثيرة اسم حاضر في ذاكرة محبي الشعر ومريديه انه المبدع الراحل علي الشباني (1946 – الديوانية) كان منفردا بين شعراء مدينته اجتمعت في كتابته الحداثة والتجديد هذا ما قرأته في ديوانه المشترك مع زميليه رواد المدرسة الحداثة طارق ياسين وعزيز السماوي الموسوم (خطوات على الماء) واستمر في هذا المد الشعري يبدع ويتجدد ويبتكر حتى رحيله المفاجئ :
يالايمي
اشكد ضعت..
بين الكلب والنهر
بين الهوه والشجر
وبين العصر والروح
بس ماكلت للجدم..
من يكصدك ليوين
صدق الشاعر هو ما يمنح القصيدة قوة اضافية كما نلاحظ في قصيدة الشباني التعبيرية مشحونة بصور جمالية ومعاناة صادقة برهن فيها على عمق وعيه الشعرية كما نلاحظ في سطور قصيدته (نهر الفرات ومدينة ام الشعر) حتى ظل يناجيه بهذه المحاكاة :
"نهر الديوانية ..
ماذا فعلت بحياتي "
الك بي نده يجنن بتالي الروح
وتظل ساكنه المايين
وموسمها نهر ومعصب الصوبين
اتذكر مدينتنه ..
بجسر واحد خشب مصبوغ
بالجنه وحلم طفلين
كانت قصائده متماسكة ذات مضامين جميلة تختلف عن قصائد الشعراء منفردة بالشكل الفني والمضمون لوحدة الموضوع كما في قصيدة( الشهادة فرات) معبرا في صرخته وحزنه معا على صديقه الشهيد فلاح حسن الذي ضحى بحياته للوطن مؤكدا له نحن على خطاك نسير والوطن شامخا عاليا :
هاي الدنيا الك
بيها الفرات يحن
تضوي الوطن بالحزن
احنه على كل زمن
بينه العراق اشراع
يركض بعالي البحر ..،
بالذله ماينباع
هذا جزء بسيط من تجربة شاعر صادق بأحاسيسه مع الشعر ومع الناس ومع الوطن