ادب وفن

شاعر عرف بشاعريته وقوة ذكائه / كاظم بهية

مدن الفرات غنية بالقابليات الادبية والفنية ، والشاهد على ذلك لكونها ولدت فيها اغلب الفنون الشعرية ،فاستطاع الشعر الشعبي ان يكون مؤثرا في الساحة الثقافية العراقية .
ان الحركة الشعرية في المدحتية قد تميزت ومنذ زمن بعيد بالنضج والوعي ، وظل شعراؤها في طليعة المساهمين الجادين في تحريك الواقع الثقافي ودفعه الى امام ، انهم باقة خيرة ومبدعة جمعتهم روعة الكلمة وسحرها وبهجة القصيدة الشعبية وشكلوا حضورا رائعا وعملوا بامكاناتهم البسيطة تحت ظل مدينتهم خيمة للشعر الشعبي والشاعر عماد الجبوري (1962 – المدحتية ) شاعر عرف بشاعريته وقوة ذكائه.واحد من ابنائها الشعراء الذين تمكنوا من في ترسيخ اسمائهم في المشهد الشعري ومن خلال نشاطه في مدينته (المدحتية ) خاصة . ا
الا انه ينبغي ان نشير الى ان الشاعر الجبوري حقق خطوات متقدمة في اعماله الشعرية وفي كافة فنون الادب الشعبي ومن خلال بحثه في زحمة الحياة ، ونحن نرى تأثره واضحاً في كتابات الشاعر الذي نحن بصدده ، اليوم ومن خلال حرية التعبير عن همومه ومايدور في خوالجه النفسية ومن خلال واجبه الوطني اتجاه البلد . وهذا ما لوحظ في مجاراته بيت الشاعر الكبير معروف الرصافي في قصيدته (لا يخدعنك حديث القوم في الوطن – فحديثهم في السر لايشبه العلن ) :
ليغرك حجيهم عن الاوطان
بالسر لو حجو عكس اليعلنون
خساسه وموسياسه الخلت الناس
بأهلهم تالي يشرون ويبيعون
وماريد السياسي اليحجي وجهين
مو طيب طبيخ الظلمة تدرون
ان هذه الاعمال التي بين ايديكم ..بما تتضمن من افكار واضحة ، انما تعبر عن صلة الشاعر بالموضوع وطراز العمل الشعري الاكثر التصاقا بالواقع ، فيطرح (عماد ) مشكلات انسانية ووطنية ووجدانية يتناولها بحضور وجداني واضح من خلال مجاراته قصيدة (لا تيأسن ياحسن ) للشاعر موفق محمد والذي جاء بها محاولا ان يشد ازر صديق له يعمل مدرسا في اليمن الشقيق ، فاخذ الجبوري يقول له بعد أن استمع لها :
مابين حسنه وحسن وبين المضن ولأجن
ومابين كال وكلت واهواية تعشك وثن
تفرهدنه ياصاحبي ونبعنه برخص ثمن
والسبب بينه السبب لاتعتب اعله الزمن
والفرس مابيه ذنب خيالك ارخه الرسن
لا موغريب الذي بالغربه عاش وسكن
بس الغريب الذي عايش غريب بوطن
امنين ابدي ياصاحبي واهوايه هن المحن
شيكضيهن الماكضن وسنين عمري كضن ؟
اكثر كتاباته تعبر عن معاناته وهمومه الذاتية الخاصة ، اضافة الى انها مليئة بالصور الرائعة المترفه فهو يمزج بين المفردات القديمة والجديدة وخاصة في فن الابوذية :
ماهمني الوضيع اشحجه وشكال
والف نقطة نظام اعليك وشكال
الداعش بس وجه ووجوه وشكال
الك يلي بعتني وخنت بيه
وله كذلك يقول في هذا البيت من الابوذية :
تنطم هم احفرك وارد وكراك
يمن حيلي بسبب فركاك وك راك
تصد عني شتظن ايضيع وكراك؟
وانا الباني اساسه بذني اديه
من خلال النظرة الشاملة الى كتاباته يتجلى اتجاهه الواقعي والصريح الذي يعتمد اعتمادا مباشرا على تجسيد ملامح الواقع الراهن الذي يمر به البلد وشعبه من ماسي وويلات ففي هذه الصورة نجده يفيض بصدق الشعور بما تشاهده رؤياه فيصورها بالصورة الصحيحة ويؤكد بان الوطن
عزتنا وكرامتنا وهيبتنا فجميعنا لانساوي شيئاً من دونه :
العين تهمل دمع لمن يطك الخشم
والعصي من تنفرد من السهل تنقسم
البيت ..لوما هله صدكني ماينحشم
والبيت يعني الوطن والوطن رايد زلم
افهمهه ياصاحبي مو قصه هيه وعلم
يعني اني وانت جسد من تنهظم انهظم
وماتبقه كل هيبه الي من هيبتك تنثلم
بلا شيعي ماكو وطن ولسني كلش مهم
ومن غير (جا) والعجل صدكني ماتنفهم
افهمها ياصاحبي بس لاغلط تفتهم
مو عيب انا من انحني عيب الوطن ينهدم
وعيب احنه أكثر بلد فوضه وماسي ويتم ؟
واخيراً لابد من القول ان عماد الجبوري ..شاعر متمكن وسريع البديهية في كتاباته فعندما قرأت له بيت دارمي كتبته عن موضوع اثارني قلت له :
وسفه عله ذاك اليوم والبي شفتكم
لو انتو وك زينين جاما بعتكم
فرد عليه بالحال عند سماعه مرتجلا قائلا :
لاتعتب اعله الناس موهين الصار
موهمه موزينين بس الوكت جار