ادب وفن

نصوص / مازن المعموري

نجلسُ كلَّ يومٍ بانتظاره
زقاقٌ ضيقٌ يدوسُ أقدامنا فيه كلُّ من يمرُّ ويتساءلُ عمّا يحدثُ بعد انتظاره
نتجولُ تاركين الزقاقَ ثم نعودُ أمامَ البابِ بانتظاره
نتكلمُ جملا متقطعةً وأحياناً ننتظرُ فقط
لا تستوي الأرضُ تحته، غيرَ إن الشناشيلَ المحيطةَ محنيةُ الظهرِ, تنتظرُ منْ يمسحُ وجهَها العتيق.
سلالُ الكتبِ تنتظرُ هي الأخرى منْ يقلّبها
أصواتُ مطرقةِ النجارِ تنتظرُ كذلك منْ يسمعُها عن كثب
ماذا لو أن هذه الانتظاران تتحولُ الى بالونات؟
سأربطُ كلَّ واحدِ منها ببابٍ وأشنقها
* *
زورقٌ ممددٌ بجرفِ النهرِ قريباً من حصانٍ نافق
كلبٌ قذرٌ يجلسُ في بطنه
تمرُّ عيناه اللامعتان على مشهدٍ وحيدٍ لجريانِ الماءِ, وطائرٍ يقفُ على ساقِ قصبةٍ متيبسةٍ ووحيدةٍ في الجانبِ الآخر, وفي الخلفِ تماماً سماءٌ رصاصيةٌ لا تعني شيئاً للكلبِ والطائرِ وهما ينظران الى جسرٍ متآكل.
الطائر: صفْ لي ينبوعَ الفراغِ أيها الكلب
الكلب: إغلقْ فمكَ أيها القنفذ
الطائر: لستُ أرنباً أيها البقرة
الكلب: لا فرقَ. . الفراغُ واحد..
* *
يخرج النمل من جيب بنطلون الجندي الجالس على اريكة القطار
الفتاة الجالسة قرب الجندي الذي يخرج منه النمل
تفتح فمها لشفط النافذة المتهدلة على شرشف الاريكة التي يجلس عليها الجندي
فيما يتحرك الناس بسرعة باتجاه ضوء خافت بعيدا عن الجندي والفتاة
وهما يغطان في نوم عميق
* *
يجرُّ أخي الصغيرُ جرواً بسلكٍ معدني مثلّمِ الحواف
لا يقبلُ الجروُ أنْ يُسْحلَ تحتَ شجرةِ التفاحِ الصغيرةِ, كي لا ترتعبَ من صوتِ نباحهِ الأجشّ، رغمَ أن الضفادعَ كانتْ تضحكُ كثيراً من أخي الصغيرِ، كلما رسم ببولهِ سلكاً يربطُ به كلبهُ ببيتهِ المهدمِ, لكنه بكى هذه المرة, ودحسَ نفسه بين ليفِ النخلةِ حتى لا يرى الضفادعَ تقرقرُ من فرطِ الضحك.