في زمن تزداد فيه الظلمة والسواد، ويشهد تعصبا وتطرفا وطائفية، تبزغ انامل الفنانة التشكيلية محاسن الامارة لتلون الظلمة بفرشاتها، وتذيب التعصب بموهبتها لترسم خطوط الحياة الجميلة في العراق، وتمهد للمستقبل الآمن.

أعمالها تتميز بالتواصل ما بين الحضارات السومرية والاسلامية والحديثة في العراق، وهي تستخدم فيها أساليب مختلفة، كالواقعية والتجريدية والرمزية والتكعيبية.

التشكيلية محاسن، المولودة في تسعينيات القرن الماضي، في كربلاء، والتي تتلمذت على يد والدها التشكيلي صاحب احمد، التقتها "طريق الشعب"، وكان معها هذا الحوار:

 متى اتضحت خطوطك الفنية وكشفت عن موهبتك؟

 ظهرت ميولي الفنية منذ الرابعة من العمر، ثم أصبح تعلقي بالألوان منهجيا ومدروسا، وبدأت أشارك في المعارض المدرسية، والنشاط المدرسي كل عام، وبات تعلقي بالألوان والتصميم وتشكيل الأشياء واضحا، حتى لاحظ والدي وبقية أفراد أسرتي موهبتي الفنية، فصار يشجعني ويثني على أعمالي، ويملي علي الملاحظات.

 أهم المدارس الفنية التي يمكنها التعبير عن شخصيتك وأفكارك؟

 أحب جميع المدارس الفنية، لكني اميل إلى المدرستين التجريدية والرمزية. وان اللوحة الغامضة، والتي تحتوي على رموز وصراعات، هي الأقرب إلى شخصيتي.

 كيف يستقبل الجمهور الكربلائي اعمال الفنانات، وما مستوى المعارض الفنية في المحافظة؟

 اقولها والحزن ينتابني، لا يوجد في كربلاء أي تقدير يذكر للفنان، فما بالك اذا كانت فنانة، وربما هناك اهتمام من بعض الاختصاصيين والمهتمين فقط، لكنه قليل جدا ولا يلبي طموح الفنان. فضلا عن ذلك هناك قلة في المعارض التشكيلية في المحافظة، قياسا بالنشاطات الثقافية الاخرى. وهناك عشرات الندوات الثقافية تعقد يوميا في منتديات متعددة في المحافظة، ولكن كم منتدى في السنة وليس في الشهر عقد لمناقشة اعمال فنان او فنانة؟ لا يوجد طبعا.

 هل تجدين ان هناك قيودا تفرض على الفنانة الكربلائية؟

 نعم هناك قيود تفرض على المرأة الكربلائية وخاصة الفنانة، لا يجب ان تتخطاها، والكل يعرف ان الفنان يحتاج الى مساحة كافية من الحرية لينطلق الى فضاءات الفن الواسعة. وحتى الاهتمام الإعلامي او الذي يأتي من قبل المسؤولين المعنيين في الفن، صوري وليس حقيقيا، وهو يمثل دعاية للمسؤول او الجهة المعنية. ولكن في الواقع ان الاهتمام بالفنان ليس له مؤشر ملموس مطلقا وخاصة في كربلاء، لهذا اخرج الى العاصمة وأشارك في بعض المهرجانات، لعرض أعمالي. وقد حصلت على أكثر من تكريم وجوائز تقديرية.