ادب وفن

مسح ضوئي / روايات المطبخ / مقداد مسعود

عندما تثّبت معظم الفضائيات مطبخا في الأستوديو ،ويكون لكل يوم ،حلقة جديدة وفي كل حلقة أكلة شهية مع مشتقاتها من الحلويات ، فلايحق لي كمشاهد أن أعترض على مقولة مخرج ،،الروائع ،، حسن الإمام رحمه ُ الله (الجمهور عاوز كده ) فالرجل كان يلبّي طلبات الجمهور ،الذي سيتزاحم على شبّاك التذاكر أيامها ..وعلى سنة ذلك المخرج واستنساخ تجارب فضائيات عالمية ،عملت الفضائيات لدينا ، برنامجا خاصا بالمطبخ ، والمطبخ مثل لعبة كرة القدم ، يوحدنا أجمعين ،كما أن المطبخ بلا هوية أيدلوجية ، لكن غياب الهوية لاينفي التفارق الطبقي فالمطابخ الأنيقة : هي لغة الرفاهية والأكلات الدسمة ، تذكرني بكل العوائل المتشظية تحت خط الفقر ، وفي العراء الحاد ..عوائل محذوفة من ذاكرة الدولة وثوابات الأحزاب ، والمحذوفون تستعملهم الحكومات ،حسب حاجتها وتتذكرهم الأحزاب في مواسم الإنتخابات..وضمن الفضاء الروائي صارت الأكلات تستهلك عشرات الصفحات !! فصارت الروايات مرورا برواية مقبرة براغ ،، لأمبرتو إيكو ، هبوطا إلى آخر رواية عربية لاتختلف عن تلك المشاهد المترهلة في المسلسلات العربية ، حيث يصبح التمثيل لأول مرة مشاهد حقيقية من الموائد العامرة ..والسؤال هنا ماهي الوظيفة الروائية لهذه الأكلات في السرد ..؟ خصوصا وأن القارىء اذا تجاوز هذه الصفحات لايؤثر ذلك على فعل التلقي ..!! أتوقع سوف يسطع نجم أحدهم ويكتب دراسة إجتماعية عن الأكلات في الرواية العربية !! وحين يشارك هذا الأحدهم في مسابقة أدبية سينال الجائزة الأولى ، لأنه خلّص الأدب من الأيدلوجيا وأراح رقيب المطبوعات من القلق على الوظيفة ..كما ان الدولة أي دولة ستنظر بعين الرضا لهذا الناقد ،الذي دافع عن ديمقراطية الدولة الرفاهية ..!!