عدنان كريم محسن، فنان في التمثيل واﻻخراج وكتابة السيناريو رئيس نقابة الفنانين فرع المثنى وعضو نقابة الفنانين العراقيين منذ عام 1979.

اكمل دراسته اﻻبتدائية والثانوية في السماوة عام 1972 . دبلوم تربوي معهد المعلمين المركزي/ البصرة عام 1975

يشغل حالياً منصب مدير دار ثقافة الأطفال في السماوة .

قصدنا دار ثقافة الأطفال في السماوة، احاط بنا الفنان عدنان "ابو تراب" بالترحيب واحسسنا أننا قريبون من كوى الامل وواجبنا ان نفعل ونقاوم الصمت والإهمال معا .

أجاب:- إن يوم الطفل العالمي هو إنجاز يعبر عن الإجماع الدولي بشأن حقوق الطفولة وصون تلك الحقوق ، وهو انعكاس للعقل الجماعي الذي أقرته الأمم المتحدة ويمثل انطلاقة نحو الفهم الذي تعنيه العدالة والتأكيد على تطبيقاتها العملية التي تتعلق بالطفل ورعايته على الصعد كافة.

وتابع إن هذا الحق لم يأت من فراغ بل نتيجة تراكمات متعددة الجوانب اعطتها الشعوب عبر نضالاتها ومطالباتها.

واضاف اننا في دار ثقافة الطفل كنا مع جميع الممارسات التي تتلاقي وهذا الوعي لتعطي قدر المستطاع الألوان المبهجة التي تحرص على ابعاد العزلة عن الطفل والتعامل مع احتياجاته ولنا في هذا الإطار مناسبات اخرى مثل يوم اليتيم في نيسان ويوم الطفل العراقي في تموز فضلا عن الاحتفال بيوم توقيع ﻻئحة الطفل بتاريخ العشرين من تشرين الثاني عام 1989 والتي انضم اليها العراق عام 1991 الى جانب الاحتفال بيوم ذوي الاحتياجات الخاصة في كانون الأول من كل عام.

واعرب الفنان أبو تراب عن اسفه لأن اصداء هذه المناسبات لم تلق الاهتمام الذي يمدها بالحيوية ، ونعني بالحيوية المصداقية التي ترتبط بمؤسسات الطفولة والجهات المعنية.

ركز أبو تراب على مسألة لفتت النظر الى حقيقة ان دار الطفل في السماوة يعد اول مركز في العراق وافتتح عام 2005 . فوجئنا من خلال أطراف الحديث ان ما ذكره مدير دار ثقافة اﻻطفال ينم عن قسوة واقع الدار التي تمثلت في اﻻستغناء عن عاملة التنظيف باﻻجر اليومي لعدم توفر المبلغ الذي يسد رمقها.

أوضح ان هناك بعداً شاسعا في استيعاب قضية الطفل والفهم قاصر بصددها وردود الفعل تخطيطا وتنسيقا غير موجودة ولهذا فإن عملية الانسجام لن تحصل، وهذا القصور يشمل الجميع وبدرجات متفاوتة وللعائلات نصيب.

واوضح ابو تراب في هذا المجال ابسطه التردد واللامبالاة وعدم التعاون واشدة ما يشمل المؤسسات المعنية واقصد وزارة التربية والثقافة والعمل والشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وناشد الفنان ابو تراب السيد رئيس الوزراء إيلاء العناية الفعالة لقضية الطفل بالعودة الى تفعيل التعليمات التي أصدرها مجلس الوزراء بتشكيل لجان في كل محافظة للنهوض بثقافة الطفل قبل أربع سنوات مشيرا الى ان تلك التعليمات طواها الاهمال والتلكؤ الذي ﻻ مسوغ له.

وبصدد سؤالنا حول تأثيرات العنف على الطفل :-اجاب ابو تراب حول هذا الأمر بالتساؤل:-هل اصاب العراق البخل والشح حول تأسيس فضائية خاصة بالطفل وثقافته وشؤونه التربوية وغيرها مؤكداً ان هذا المنجز لو تحقق لتوجهنا الى المزيد من الإنجازات التي تخص مواجهة تأثيرات العنف التي تغذيها جملة مصادر منها التلفزيون والانترنيت وتجارة العاب الأسلحة والحروب وآليات الانتقام التي تجتمع على هدف واحد الا وهو التضليل وأرباح خسارة الوعي.

وبشأن دور المكتبة في رسم اتجاهات تربية الطفل أكد: ان منطقة "الفجالة" في القاهرة بجمهورية مصر ينتشر فيها إعداد ﻻ يستهان بها من مكتبات الطفل "اهلية وحكومية".

وبصدد سؤالنا عن الدعم على المستوى المحلي قال ابو تراب ان الفرع الوحيد في العراق من ناحية التمليك ارضا وبناء هو مركز السماوة، حاولنا المضي في قضية استثمار ما موجود من مساحة ضمن المبني ليكون عوناً لنا في اداء مهامنا اﻻ ان هذا الامر اصطدام بالروتين والمماطلة.

وأوضح ان الدعم بمختلف مستوياته غير موجود واخره انقطاع دعم الوزارة لنا مع العلم ان جميع فروع المحافظات قد اغلقت ما عدا مركزنا ومركز المنصور في بغداد.

وتعددت مطالباتنا الى مجلس المحافظة ولكن ما من استجابة لما عرضناه وبالتالي فالجهود الشخصية هي الحافز الأول وهي من دون شك محدودة وليس من المعقول ان تفعل مركزاً بهذه المسؤولية .

وبصدد سؤالنا عن المشاركات الخارجية أوضح ابو تراب ان المفارقة في هذا الإطار اتخذت منحى مؤلما حيث تزامن مهرجان كربلاء مع مهرجان المسرح العربي في تونس

:- فيما يتعلق بالأنشطة والمشاركات أشار الفنان ابو تراب الى ان هذا الامر كان متميزا بأشكال متعددة ومن ضمن ذلك الكرنفال الأول الذي اقيم في محافظة النجف الاشرف وحصل دار ثقافة الطفل في السماوة على خمس جوائز في المسرح والانشاد والفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والأعمال اليدوية.

الى جانب ذلك المشاركة في مهرجان مسرح الطفل عام 2014 الذي اقيم في كربلاء والذي ضم عروض 21 مسرحية وكان من نصيب المركز الجائزة الأولى كأفضل عمل متكامل والجائزة في مجال الأزياء عن مسرحية "أصحاب الخلية" والفكرة للكاتب كفاح عباس وإخراج الفنان ابو تراب وجميع المؤشرات تفصح عن حق دار ثقافة الطفل بالسماوة في المشاركة بذلك المهرجان الا ان المركز العام استحوذ على المشاركة تجاوزا للمعايير المطلوبة علما انه لم يحصل على اي جائزة تؤهله لذلك! !

من جهة أخرى تناول أبو تراب بعضا من اتجاهات حركة دار ثقافة الطفل فيما يتعلق بأطراف مدينة السماوة والاقضية والنواحي مؤكداً بالقول اننا تحملنا الصعاب للوصول الى قضاء السلمان والقيام بتوزيع مطبوعات دار الثقافة وأنشطة معينة.

وتابع ان هذا التوجه نمارسه على انه جزء لا يتجزأ من ميادين عملنا وصوﻻ الى استيعاب وفهم الترابط لعملية صقل الوعي والحد من أدران التخلف والعزلة والفقر الثقافي.

وفي الختام اعرب أبو تراب عن أن مساحة التفاؤل عندنا نحن شريحة المثقفين غير محدودة وهي دوماً تعانق الامل الذي تغذيه قضية شعورنا بالمسؤولية رغم ما يحيط تطلعاتنا من معوقات او تلكؤ أو تجاوزات.