ادب وفن

«لطيف - شاعر مكافح» فلم عن عراقي في مهرجان البندقية السينمائي / نهلة ناصر

شارك فلم «لطيف.. شاعر مكافح» للمخرج الايطالي ماسيمليانو زانين في مسابقة الافلام «الوثائقية» القصيرة في مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام. الفلم تناول حياة الشاعر والصحفي العراقي عبداللطيف السعدي، (في 15 دقيقة مخصصة لكل فلم) المهاجر الذي اضطر الى ترك بلده العراق بسبب الاضطهاد والملاحقات والاعتقال على ايدي جلاوزة النظام الصدامي المقبور، وتوجه الى بلدان مختلفة ليحط الرحال اخيراً في ايطاليا.
ركز المخرج، الذي يسعى الى عمل فلم أطول عن حياة السعدي، على إرادة هذا الشاعر لإثبات وجوده في بلد المهجر بالرغم من المصاعب التي واجهته حال وصوله، واولها اللغة، متجاوزاً اياها ليصدر كتاباً تضمن مجموعة من قصائده باللغة الايطالية والعربية، ما أكد قدرته على التكامل والتعايش والانسجام والدخول في النسيج السياسي والإجتماعي والثقافي في مجتمع غير مجتمعه، وهو الهدف من المشروع الذي تبنته وزارة الثقافة الإيطالية من مشروعها، الذي ارادت منه تسليط الضوء على المهاجرين وإمكانياتهم على التعايش والتواصل في إيطاليا.
نافس الفلم 16 فلماً قصيراً اختيرت من بين 300 فلم، في اليوم الخامس والسادس من ايام المهرجان، الذي أفتتح في 31 من آب واختتم في العاشر من شهر ايلول/سبتمبر الجاري. وجاء تنظيم هذه الفعالية والمنافسة تحقيقا لمشروع لوزارة الثقافة الإيطالية وعنوانه «MigrArt- فن المهاجر»، ويهدف إلى تقييم وتبريز المبدعين وثقافاتهم من بين المهاجرين أو من أصول أجنبية المقيمين في إيطاليا.
تباينت الافلام من حيث قصص المهاجرين وطرق المخرجين في اخراج افلامهم واعتمادهم على التقنيات الفنية واللقطات القصيرة المعبرة. ومخرج فلم «لطيف. شاعر مكافح»، الإيطالي ماسيمليانو زانين خصص الدقائق الاولى من الفلم لعرض شخصية الدكتاتور صدام حسين وهو يبتسم ويضحك عند لقائه بالعراقيين، ليتلوها بلقطات تسلط الضوء على معاناة الناس البسطاء والمعتقلين والسجناء السياسيين، وكل من عارضه، الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والإقصاء بحركة أو قرار منه، لبيان ما تعرض له الشاعر والسبب الذي جعله يترك بلده العراق، تاركا أهله وعائلته وابنه الصغير، الذي عثر عليه بعد ثلاثين سنة عبر شبكة التواصل الاجتماعي. فيما ختم الفلم بمشهد نهر التبير الجاري، تعبيراً عن استمرار الحياة وتواصلها، وعلى جانبه يمشي الشاعر وهو يقرأ قصيدته «غفوة على التيبر» التي كتبها عن هذا النهر، والموضوعة على لوحة بالإيطالية والعربية على النهر، ومقابل قلعة (سانت آنجيلو) المشهورة وسط العاصمة الإيطالية روما.
ويذكر أن وبعد يومين من عرض الالفام المشاركة في هذا القسم من معرض سينما فينستسيا، أعلنت اللجنة التحكيمية فوز فيلم الشاب الإيطالي من أب عراقي، حيدر رشيد المعنون «عبر الحدود» بالجائزة المخصصة للمنافسة.