ادب وفن

ريما المزين: أعمالي الفنية تحتفظ بالتاريخ "الكنعاني" القديم .. القسم الثاني والأخير / حاورها : مازن المعموري

منذ سنوات ونحن منشغلون عن الحياة الفنية في الوطن العربي والاقطار المجاورة التي تجاوزت الكثير من مراحل الطفولة الفنية، فكنت حريصا على التعرف على مشهد جديد للفن التشكيلي العربي، حيث حفز التواصل العالمي لفنانين عرب وسهولة السفر والدراسة في أوروبا، التطور السريع والملفت للأنظار، فكانت الفنانة الفلسطينية مثلا رائعا للمنجز التشكيلي الفلسطيني وهي تحط الرحال في عاصمة الفن الغربي ايطاليا، وهناك كان الواقع العملي للحياة الفنية قد ساهم في بلورة تجربة الفنانة (ريما المزين )، التي عرفناها ابنة رجل باحث وفنان هو ( عبد الرحمن المزين ) حيث ساهم في صياغة هوية ابنته وتوهج موهبتها هناك.
وريما عبد الرحمن المزين من مواليد عام 1977. حاصلة على درجة ماجستير في التصميم من جامعة حلوان بالقاهرة عام 2008 ، "تناولت رسالتها توظيف الرموز الأسطورية الكنعانية بالبناء التصميمي للعمل التشكيلي الفلسطيني المعاصر " يتركز نشاطها الفني الأخير، منذ بدايات عام 2011 في ايطاليا . حيث شاركت كضيف شرف عن دولة فلسطين، في فعالية "المرأة والفن" التي تقيمها جمعية فيدريكو سكونده ، لتصبح بعد ذلك عضوة في الجمعية ومنسقة عن المشاركات العربية.
ولها مشاركاتها في مجال الفيديو آرت ولعل اهم مشاركاتها في المهرجان السينمائي العالمي للأفلام الصامتة بايطاليا للعام 2011 ، وفي مهرجان السينما العربية بمدينة باري للعام 2012 ولها مشاركات عديدة بمعارض وورش فنية في دول عربية و أجنبية، وقد عرضت أعمالها الفنية في :فرنسا ، أمريكا ، لندن ، دبي ، الأردن ، مصر، بلغاريا ، فلسطين ، ايطاليا وغيرها
، لها عشرة معارض شخصية ، منها : معرض " الجسد.. ذاكرة المكان " للعام 2010 . وفي ايطاليا معرض "مريم رمز ولون " عام 2012, ومعرض "فن واكسبريسو " 2013... وآخر معارضها الشخصية: معرض (بالفلسطيني ) المقام في ايطاليا 28/7/2013 .
كما شغلت سابقا عدة وظائف منها: مسؤول للثقافة والفنون بالمركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني بالقاهرة في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، ورئيس قسم الموهوبين- وزارة الثقافة فلسطين، ونائب مدير دائرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة بفلسطين منذ عام 2002 الى 2006. وأستاذة جامعية لمادة الخزف عام (2001) ، ومادة التصميم عام (2007) بجامعة "الأقصى" غزة /فلسطين.
الحقيقة انني وجدت ان اجراء حوار مع الفنانة سيمنحنا فرصة للتعرف على آخر منجزاتها الفنية واعطاء صورة جديدة لمسار الفن العربي وتحولاته الفكرية والتقنية وهو ما حصل فعلا:
 فيما يخص تجربتك في ايطاليا، هل هناك تيار فني او اسلوب يتناول صورة العربي في الرسم؟
 تجربتي الفنية في ايطاليا بدأت في بدايات عام 2011، حافظت على نفس الاسلوب الفني في التشكيل، الذي انتهجته منذ تخرجت من كلية الفنون ، التجريدي الرمزي، بالإضافة الى التأكيد من حين لأخر على التنوع في الملامس على سطح اللوحة باستخدام وسائط متعددة .
إلى الآن تلاحظ في أعمالي الفنية أثراً من التاريخ "الكنعاني" الفلسطيني القديم ، الذي ورثته من خلال النشأة في منزل والدي الفنان, د.(عبد الرحمن المزين) ، الباحث في التاريخ الحضاري والثقافي لفلسطين، مما شكل لدي ثقافة ، ليست فنية فحسب بل تاريخية وتراثية أيضاً. مما أعطى لأعمالي الفنية نوعا من الخصوصية والملامح فلسطينية التي اعتز بها .
ومازالت مواضيع أعمالي يغلب عليها قضايا الإنسان العربي وتحديدا قضية وطني فلسطين وأيضا القضايا الإنسانية التي تخص الأطفال في جميع أرجاء العالم الذين يتعرضون لاغتيال طفولتهم جراء النزاعات الطائفية أو العرقية أو من قمع الاحتلال والحروب والهجرة غير الشرعية والمجاعات، التي جسدتها باعمالي الفنية (رسائل طفولة 2011) ، ومجموعة (ازهار من غزة 2012 ) ومجموعة (شرانق الحرية 2013).
ولعل الجديد على تجربتي الفنية هو الخوض في مجال الفن (الفيديو آرت) ، لدي خبرة متواضعة في مونتاج الأفلام وظفت سابقا اثناء عملي (مسؤول الثقافة والفنون ) في المركز الإعلامي الفلسطيني بسفارة فلسطين بمصر ، في إعداد بعض الأفلام الخاصة بنشاطات المركز وأيضا الخاصة بإحياء بعض المناسبات الوطنية الفلسطينية ، هذه الخبرة المتواضعة في المونتاج ، بالإضافة الى الرؤية الفنية التشكيلية التي اكتسبتها من خلال تجربتي الفنية شكلت اللبنة الأولى للدخول الى عالم (الفيديو آرت) الذي شجعني عليه زوجي المخرج الأردني : عاهد عبابنه ، ليكون الداعم و المشرف والمصور لاول فيلم أنجزته ، وهو (الحرية 1 ..الحرية 2 ..ماذا بعد ؟؟؟) الذي شاركت به في مهرجان باري المرأة في الفن للعام 2011 وايضا مهرجان الافلام القصيرة بايطاليا من نفس العام ، لتتوالى بعد ذلك افلامي ، التي بلغ عددها الآن 11 فيلماً في مجال الفيديو ارت ، واذكر منها : ماوراء اللون 2012/ الرسم بالصورة ...انتاج عام 2011/ الرسم على سطح الماء ...انتاج العام 2012 / عزف منفرد ...انتاج عام 2012 /نسيم الحرية .... انتاج عام 2012 / كانوا هنا ....؟؟ 2012 / تكلم لماذا ؟؟ 2012 / شرانق الحرية 2013 / انا لست رقما 2013 / حرية من ورق 2013.
واحضر الان لخوض تجربة الأعمال المركبة (الانستيلاشن ) التي سوف اقدمها في معرضي الشخصي الحادي عشر في ايطاليا .
اما فيما يخص مجال التشكيل: الى الان قدمت في ايطاليا ثلاثة معارض شخصية بمجال التشكيل وهي (مريم لون ورمز 2012) ، (فن واكسبريسو 2013) و ( بالفلسطيني 2013 ) .. بالإضافة الى رسم العديد من اللوحات التي شاركت بها في معارض جماعية في ايطاليا والوطن العربي، والتي طرحت من خلالها قضايا الانسان العربي والفلسطيني تحديدا ، بهدف التأثير ولو بتغيير النظرة العامة المأخوذة عن الفنان العربي بالتخلف والهمجية، واثني هنا على جميع أصدقائي الفنانين الفلسطينيين الذين يقدمون كل يوم من خلال فنهم انموذجاً مشرفاً للإبداع والفن ، وقد لمست لدى المتلقي الايطالي حبا لرؤية الفن العربي ، وهذا ما لمسته في المتلقي الايطالي ونظرته إلى قضية الشعب الفلسطيني بشكل خاص وقضايا العالم العربي بشكل عام .