ادب وفن

رئيس الجمهورية: خسره العراق والاعلام العربي*

أيتها الأخوات، أيها الإخوة
أشاطركم الحزن والأسى ونحن نستذكر الدكتور جلال الماشطة الذي خسره العراق كاتباً وصحفياً كبيراً، وشخصية وطنية رهن حياته وثقافته من أجل خدمة بلده وشعبه وفيّاً لقيمه التقدمية في رفض كافة أشكال القمع والاستغلال والتبعية والتخلف، الى جانب الذود عن حرية التعبير والابداع.
ان الأدوار المشرِّفة التي لعبها الفقيد الراحل قبل 2003، كرسته كواحد من أنشط مثقفينا المعارضين للدكتاتورية والساعين من أجل عراق ديمقراطي حر. وهو ما تأكد بعد 2003 عبر الجهود المتميزة التي بذلها بدأب لخلق إعلام حر ومهني ومسؤول في جميع المواقع الإعلامية والوظيفية التي اضطلع فيها بمسؤوليات متقدمة، فكان مثالاً طيباً للتلازم بين المسؤولية الوطنية والمسؤولية المهنية، وهما مسؤوليتان أخلص إليهما الفقيد طيلة سنوات عمله في عراق ما بعد الدكتاتورية متسامياً على التباينات والمشاحنات الدينية والمذهبية والاثنية، ومساهماً في إرساء صرح ثقافة تتلاقح في ظلها التيارات الفكرية والابداعية المختلفة من دون أن تقمع أو تلغي الخصائص الخاصة.
ان رحيل الدكتور جلال الماشطة يمثل أيضاً خسارة مؤلمة للاعلام العربي نظراً الى المكانة التي احتلها، وباعتراف واسع، كأحد أكثر الاعلاميين العرب المعاصرين كفاءة وخبرة في السياسة الدولية، وفي الشؤون الروسية والأوروبية الشرقية خاصة، ومؤسساً للعديد من الدوائر الصحفية والاعلامية، الى جانب مساهمته في ترجمة كثير من الأعمال عن الروسية في مجالي الأدب والفلسفة إلى اللغة العربية، وعمله الحيوي كمستشار للرئيس مام جلال، ثم سفيراً للجامعة العربية ومديراً لمكتبها في العاصمة الروسية.
رحم الله الدكتور جلال الماشطة الذي عاش بسيطاً ودوداً زاهداً متواضعاً، وعزيزاً وكريماً في الوقت نفسه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــ
* كلمة رئيس الجمهورية د. فؤاد معصوم في جلسة الاستذكار