ادب وفن

وانتهت الدردشة.. وداعا رسمي الهيتي! / عبدالكريم العبيدي

اذن هو موت آخر. مات "رسمي رحومي الهيتي". وفي لحظة كهذه عليَّ أن أصمت. أمسك بشريط الحوار مع "الهيتي": وأعيده ببطء، كأنني أبحث عن الموت بين الحروف الحيَّة النائمة. بين اصطفافها الطبيعي وبين زلتها، أحاول أن لا أوقظها فجأة، خشية أن تضل الروح ولا تعرف طريقها الى الكلمات. أريدها أن تحتفظ بروحها يا رسمي. ترى من أيقظك فجأة؟ كيف ضلت روحك يا رسمي؟
يقول "أبيقور": "عندما يحل موتي أكون قد أصبحت غير موجود.. وطالما أنا موجود يكون موتي لما يأتي بعد". ولكن ماذا عن حوارنا وما جرى بيننا؟
في مساء الاثنين الماضي زرتني حواريا على "الفيس"، نثرت علي التحية، وجرى هذا الحديث:
" - مساء الخير استاذي الفاضل
- مساء الكاردينيا أستاذ رسمي أهلا.. تفضلوا
صديقي العزيز .. بتاريخ....
- وصلتني فقط قصة قصيرة ولكن طويلة جدا من الصعب نشرها لكونها تأخذ 80 في المائة من الصفحة!
- ماذا ترى؟
كما تعرف أعتز جدا بكم ويسرني دائما نشر ما ترسلون.. أقترح ارسال مواضيعك مباشرة لي عن طريق الفيس..
سيكون ذلك غدا ان شاء الله.. تقبل فائق تقديري واحترامي
- ولكم مني كل التقدير والاعتزاز. دمت رائعا
- كل الود والف شكر"!
في مساء اليوم التالي بادرتك بزيارة حوارية، قلت:
- العزيز الهيتي. مباشرة تم تحرير قصة لكم ونشرها في عدد الأربعاء. "براءة ذمة".. وسأنشر القصص القصيرة جدا في عدد لاحق. تقبل محبتي..
- الف شكر... تقديري ومحبتي
إنهاء الدردشة!!
بماذا تفسر يا رسمي نشر آخر قصة لك في حياتك بعنوان: براءة ذمة!؟ وبماذا تفسر آخر قصة قصيرة جدا كتبتها في حياتك وها أنا أنشرها لك بعنوان: خيبة!؟
ما الذي كان يدور في رأسك صاحبي وأنت تبرئ ذمتك؟ هل كنت تدرك أن من سيوقظك فجأة ليس شخصا وسيندم على ما فعل، بل هو الموت بكل سخريته.
اذن هي الخيبة يا رسمي. خيبتك مما يجري في بلدك، وحزنك العميق على ما آلت اليه حياتنا. فآثرت أن تبرئ ذمتك وتودعنا الى الأبد.
لقد قرأتَ آخر قصة قصيرة نشرتها هنا في ثقافية طريق الشعب، براءة ذمتك. وبادرت الى نشرها على صفحتك في "الفيس"، وشكرت "طريق الشعب"، وها نحن كما وعدتك، ننشر لك قصصك القصيرة جدا، وأولها "خيبتك"! أما على صفحتك في الفيس بوك، فستبقى آخر ومضة من ندمك يا رسمي معروضة الى الأبد. فيها عرضت ندمك للبيع، في انتظار المتبضعين. أطلقتَ عليها عنوان "نادم":
نادمٌ!
.. لأني ما تعلمت مثلك الرقص يا وطني
.. فكلانا يُذبحُ يوميا ....!
وداعا رسمي رحومي الهيتي..
انتهت الدردشة!