ادب وفن

بطاقات قصيرة للعام الجديد 4.. ليلة على قنديل / مزهر بن مدلول

سلكنا درب التبّانة نبحثُ عن عروسة الماء، فدخلنا الى باطن الكهف الذي تسكنهُ عرّافة كوماي ونعتْ البومة، قالتْ: إن الصواعق أحرقتْ قصاصات الورق! وأشارتْ الى الطريق المؤدية الى (كوخ العم توم) فوجدناهُ أثراً بعد عين.
لقد سبقنا كثيرون في الصعود الى الحافات الجارحة، حتى قيل: انّ شهرزاد مرّتْ من هنا في الليلة الاخيرة بعد الألف وعلى ذلك السفح إحتفلتْ بزواجها من شهريار!.
دارَ بنا الزورق، أخذنا من قلعة الشعراء والتاريخ ومن ارخبيل (بني عبسٍ) وأحفاد الأنبياء الى تلال الأحقاف في حضرموت، ثم مررنا بأحراش إقليم الخروب حيث الحرب تطحن عظام الدروز والشيعة، ففرّ بنا الزورق الى جبال برمودا على تخوم الدول العثمانية، كانت قمما عالية وملفوفة بملاءات بيضاء ويسيل من عيونها الخوف والظلام، هذه الجبال وإن بدتْ ذات نسيم رقيق، لكن تحت صخورها انكسرتْ ساق النهار.. هنا الكون بكل قتلاه.. هنا يتآلف الملاك والشيطان، وهنا الذات المستعدة دائما لأن تعانق الخديعة!.
وضعنا إكليلاً من الزهور على قبر (سيزيف)، وأقسمنا أن نمسك الصخرة! من دون ان نعرف باننا دخلنا في متاهة عظمى!.