ادب وفن

بطاقات قصيرة للعام الجديد (6) / مزهر بن مدلول

الى الشهيد وسام
الوو.. الوو.. من ع الى س.. كيف تسمعني اجب.. الهدف ثابت.. الحجر شديد الرطوبة.. سدّدْ.. الوو..الوو.. اكرر.. من ع الى س..............،
وأختبأت ألسنتنا في حلوقنا، وانشغل ماجد بفك الشفرة: ( على الرفيق سليم الصعود حالا.. غدا.. بعد غد.. نفذ..)!!...
علّق كريم:
هذه البرقية تشبه برقية كامو في الغريب: (اليوم ماتت أمي.. او ربما امس.. لستُ ادري.. تلقيت برقية من المأوى: - الوالدة توفيت.. الدفن غدا.. تعازينا الحارة - ، لكن هذا لا يعني شيئا، فقد يكون الدفن قد جرى امس!).
- هل تقصد انّ ام الرفيق سليم ماتت!؟.. تساءل خالد غامزا بطرف عينه في واحدة من مداعباته التي لا يكف عنها، لكننا في ذلك الحين فقدنا القدرة على الضحك!...
كان سليم ناعم الطباع، متين البنية، داكن البشرة، وهو واحد من القادمين من ارض العجائب، وكان كثيرا ما يصفها بانها: ((اصل العرب، منها خرج الكنعانيون والغساسنة والانباط، ومنها تنحدر قبائل الاوس والخزرج، واليها يعود نسب المتنبي وامرؤ القيس وابي ذر الغفاري!))، لكن سليم ومنذ ان انفجر صاروخ عشوائي بالقرب من رأسه انقطع عن الكلام واصبح فريسة لشرود لا يرحم !..
في المنام، قاده خياله الى الفضاء الفسيح، يتصفح البدايات والفرح الاول، وفي الصباح ودعنا سارا ضاحكا، وبعد اشهر من الان وفي يوم عاصف وشديد البرودة دفناه في ارض البلاشفة !.