ادب وفن

بطاقات قصيرة للعام الجديد (8) / مزهر بن مدلول

هيــــــــــــــــــفاء!
اسم على مسمى.. سلة فواكه متنوعة الثمار!.. عروس معطرة بالمسك والبخور، ترجّلتْ من هودجها الابيض واستقبلتنا!.. كنّا ثلاثة ملائكة (استغفر الله)!، ابو كاظم (الخجول)، وابو اصطيف (سيّد القهقهة)، وأنا (ازغر عناقيد المفرزة)!..
في ذلك الغروب الأنيق، وقرية (السمّاكَ) تتوسد سفح الجبل، وتتأهب للنوم فوق بساط اخضر، اضطرتنا حواجز الطرق وقسوة المشي ان نحلّ ضيوفا في غرفة هيفاء الدافئة!..
ولكي لا تقولوا بأني مولع بالمبالغة!، سأقول فقط: انها فتاة كاملة المحاسن، ومظهرها يوحي وكأنها من مجتمع اللوردات!، وليس من كومة احجار باردة!..
دخلت هيفاء، تحمل صينية العشاء الفاخر (برغل وماستاو وجبن وخبز طازج)!، وضعتها امامنا وجلست تصبّ لنا الشاي!، فسال لعاب ابو اصطيف وقال: يحق لها ان تسكن في قصر على نهر الدانوب!.. فقلت مازحا: تستاهل ان نطلق عليها (اميرة السمّاكَ)!!.
- شوف.. شوف.. عيونها!..
- يا الهــــــــــــــــــــي.. ما اجمل ابتسامتها!..
(وعلى هالرنّة طول الوكت).. واحد يرفع والثاني يكبس!، وهيفاء تعمدتْ ان تبدو في طلّتها وكأنها امام مجموعة من الكامرات لالتقاط الصور!...
كتم ابو كاظم انفاسه، وعلى ملامحه استقرت امارات الخجل والغضب!، لكنّ هيفاء بنظراتها الشبقة انتزعتنا من واقعنا الكهنوتي!، وقادتنا الى طريق المعصية!..
عندما انتهينا من وجبة العشاء، تسابقنا عليها بكلمات الاطراء والامتنان، (زور سباس.. خوش بيت.. ده ست خوش...... وكلمات اخرى نلفظها بالخطأ)!، لكنّ هيفاء، جعلت رؤوسنا تلامس الارض عندما قالت بلهجة عربية جنوبية لا لكنة فيها: ( شو ما اكلتوا، خاف ماعجبكم الاكل)!!...