ادب وفن

عبداللطيف السعدي في الملتقى العالمي للشعر في مدينة فيرونا الإيطالية

نهلة علي ناصر
في رحلة مزجت بين الماضي والحاضر شارك شعراء من خمس قارات، في مهرجان فيرونا الشعري بمناسبة يوم الشعرالعالمي في الثامن عشر من شهر آذار الجاري. وإحتفاءً أيضا بتأسيس الاكاديمية العالمية للشعر في مدينة الحب، فيرونا، شمال شرقي إيطاليا. خاصة بعد ان اختارت منظمة اليونسكو مدينة روميو وجولييت، عاصمة عالمية للشعروالشعراء.
وضمن المشاركة العربية في هذا العام، شارك الشاعر عبد اللطيف السعدي عن العراق، مع شعراء شباب من العربية السعودية، والكويت، والمغرب، وتونس، وفي إطار ندوة شعراء عن القارات الخمس. وكانت الفعالية برعاية وتمويل، مؤسسة البابطين للابداع الشعري الكويتية، ممثلة بالشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين، الرئيس الفخري للأكاديمية العالمية للشعر في فيرونا منذ تسع سنوات. ومثله في المهرجان منظمه مدير المؤسسة، التونسي تهامي عبدول.
افتتح المهرجان بالندوة التحاورية بين شعراء القارات الخمس. أدارها الشاعر الإيطالي دافيد رونديني، وتمركزت محاورها حول "الشعر في المجتمع المعاصر" مع نخبة من الشعراء، وكان من بينهم الشاعر السعدي وراكويل لانسيروس من اسبانيا وايكوكو ساغياميا من اليابان وارنولدو سولداني الاستاذ في جامعة فيرونا وواليس وايلد مينوتس من الولايات المتحدة الامريكية. وقدم الناقد الإيطالي، باولو لاغاتسي بحثا مركزاً حول فكرة أن الشعر هو الـ " DNA" للعالم. كما أوضح فكرة قصيدة "التانغا" على التقليد الياباني الذي ظهر في القرن الثامن الميلادي.
وقدّم السعدي، مداخلة مركزة حول أهمية الشعر في تعزيز العلاقات بين الثقافات، وفي تسيّد قيم السلام، بين الشعوب، بدون تحديدات واستثناءات، أو تمايزات، وبعيدا عن كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب. كما أشار بعجالة إلى أهمية ودور الشعر في العراق في صيرورة وتطور المسيرة الشعرية في الشرق الأوسط، وتحديداً في العالم العربي. وذكر مثالا على ذلك الدور، بإحداث النقلة النوعية في أساليب كتابة الشعر، على يد الشاعر بدر شاكر السياب. وأورد أهمية الشاعر الكبير الجواهري وسماه متنبي العصر. ثم قرأ قصيدته المختارة "غفوةٌ على التيبر" بالعربية والإيطالية. ولاقت إستحساناً وحماساً كبيرين وسط القاعة التي حضرها جمهورٌ كبير.
وقد ادرجت الاكاديمية ضمن احتفالات يوم الشعر العالمي، هذه المرة، تقليداً مستحدثاً، بدأ قبل سنوات، يقضي بنظم مقطوعة شعرية قصيرة، من قبل شعراء من ثقافات مختلفة، ويجري تبادل قراءتها من قبل الشعراء، بلغاتهم المختلفة. وهكذا شارك الشعراء العرب مع أقرانهم من الشعراء الشباب الإيطاليين، بقراءات متبادلة لأشعارهم التي حملت، رسائل محبة وسلام وتسامح للبشرية جمعاء.
اختتم المهرجان بعرض مسرحي قدمه راقصا الباليه كريستيان كوكو وأليتش كارينو على اجراس أبيات شعرية لمشاهير الشعراء في العالم، ألقاها ممثلان مسرحيان مشهوران في ايطاليا.