ادب وفن

استذكار الشاعر الراحل مصطفى عبدالله / صلاح العمران

أقام منتدى السياب الثقافي في جيكور جلسة استذكار للشاعر الراحل مصطفى عبدالله مؤخرا. وحضر الجلسة جمع غفير من المثقفين
وقال رئيس المنتدى الأســــــتاذ كاظم موسى زعلان: "اليوم نقيم هذه الأمسية لشــــاعر تغنى بالوطن وتغنى بالقرية والحب والمحبة، بعد أن تحقق حلمنا بتأسيس المنتدى بشكله القانوني تحت مظلة اتحاد الأدباء والكتــاب في البصرة.
الأستاذ ناظم المناصير استذكر الشاعر من خلال صداقته معه منذ كانا طالبين في ثانوية أبي الخصيب، حيث كان أستاذ ناظم يجمع المواضيع الأدبيـــة والثقافية من الطلاب لإصدار نشرة حائطية بأشـــــــراف المرحوم علي عباس علوان.. كان المرحوم مصطفى يخطّ مواضيعهـــــا بخطه الجميل.. كما ألّف مسرحيتين وهو بعمر صغير مثلتا على قاعة مدرسة المحموديـة في ابي الخصيب، وأصدرا معا مجلة "السلم" بخط يده أيضا.
من ذكرياته قال المتحدث: الشواطئ القريبة، تجعلني أقرب إلى صورة طالما تنعّمتُ بهـا، بلقائها، وشغفتُ بحبهـا، وارتميت على الحائط الأصفر في بيتنا القديم في منطقة جلاب، وعلى جسرها الكونكريتي، كنّـا نجلس على حافات سياجه الشمالي، ويقابلنا رجال كبار في العمر في أسفل حافات سياجه الجنوبي، هؤلاء كانوا ينتظرون أذان العصر أو المغرب والعشاء، ليذهبوا إلى المسجد القريب لأداء الصلاة.
ومضى بالقول: مصطفى عبدالله كان يعشق الحياة بما فيها ولا يندم أن يعشقها طول العمر، صفته الحب و إحساسه النور الذي يشع في داخله.
شقيق شاعرنا المحتفى به الاستاذ أنس عبدالله تحدث بعد الترحيب بالحضور وشكره وتقديره منتدى السياب، قال: مصطفى كان يحمل الصفات الجيدة وعلاقته معنا ترسو على قمة من الود والعطف، كان هادئا، تنم تصرفاته عن عقل ناضج وقلب واسع، له نشاطات في الرياضة والرسم والخط إضافة إلى أنه يمتاز بنشاطه الأدبي والثقافي، له الاهتمام الكبير في قراءة كتب المسرح والقصة والشعر، في أواخر سنة 1978 بعد الهجمة الشرسة على القوى الوطنية واليسارية عزم الرحيل والسفر إلى خارج الوطن، فحطّ رحاله على أرض المغرب، وعمل مدرسا "لمادة علوم الحياة في مدينة القنيطرة، وذات يوم أثناء توجهه إلى مدينة الرباط حصل له حادث مروري وتوفي بتاريخ 1/11/1989 ودُفن هناك، عن عمر بلغ 42 عاما".
الأستاذ فاخر مطرود التميمي ابتدأ حديثه هكذا: يا خلوة التابوت تمهلي...، فكلنا نموت..، تمنيت أن اعترض ولكنني تذكرت اني أتيت بدون فمي، واني تركت لساني الطويل مع الحبر في قلمي، مثلما أشم رائحتك يا صديقي بين حدّي هذا الخنجر الذي يفصلُ بيننا، لقد جلست أمام َ جثتكَ الواقفةِ مفكراً بمن يستند إلى الآخر، انت أم الحبلُ الذي دار حول عنقك ولكن، متى استطاعت المشنقةُ أن تصنعَ من الجلادِ بطلاً ؟
لقد أنزلك قطار الموت في محطة تكاد تخلو من العائدين والمغادرين، رحماك أيها الخالد في عقول محبيك ومن عرفك، واستطاع أن يُثمن شاعريتك أنحَني لك أجلالاً أمام قبرك لأضع أكاليل من قصاصات إرهاصاتك كي يستنشق عبق أحاسيسك ما يشاء.
الشاعر طالب عبدالعزيز استذكر الشاعر قائلا: أبو الخصيب، الصغير في الجغرافية، الكبير في إبداعاته، كانت البداية مع السياب هو الذي فجّر كثافة المدينة، تحدث عن الهجمة الشرسة على القوى الوطنية والشيوعيين بالذات وكيف استطاع ان يغادر مدينتهُ التي احبها.
الأستاذ طه ياسين عبد الخضر قال: كانت لقاءات مصطفى مع الكاتب الكبير إسماعيل فهد إسماعيل متكررة في قرية السبيليات، كان اسماعيل يشتري الكتب ونحن نقرأ ومنذ ذلك التاريخ ألف أسماعيل أول رواية له "البقعة الداكنة" ومجموعة قصصية "المستنقعات الضوئية" ومن ثم "كانت السماء زرقاء" تم طبعها في مصر.
الشاعر قاسم محمد علي أسماعيل الذي تكلم عن علاقته بالشاعر مصطفى عبدالله، وأسمعنا على انغام اوتار عوده وبصوته، أحدى القصائد الجميلة والتي ترتبط بالحدث اليومي.
في نهاية اللقاء تمنى رئيس المنتدى أن يقترن المربد الرابع عشر باسم الشاعر الكبير مصطفى عبدالله.