ادب وفن

نصوص / عبدالكريم كاصد

الطريق الخطأ
أ كان عليّ أنْ أقطعَ آلافَ الأميال
لأصلَ إلى بيتي؟
وأجتازَ حياتي بأكملها
لأصلَ إلى حبيبتي؟
والنساءَ، أجمعَهنّ،
إلى التي لا أحبّ؟
وأنْ أطفئ عينيّ بكنوزٍ لم أرَها
لأبلغَ الترابَ الذي اتيتُ منه؟
وأنْ
وأنْ
دائماً
في الطريق الخطأ..
طائر
أخطأتَ.. أخطأتَ
- صاحَ الطائر-
ليس مع الله
ليس مع الناس
بل مع نفسكَ أنتَ
هل تعرفُ ذلك؟
هل تعرفُ؟
ثمّ مضى مندفعاً
أين مضى الطائر؟
كان هناك
- كما في الحلم -
على مقربةٍ منّي
سماءٌ خاليةٌ
أغصانٌ جرداء
أوراقٌ تتطاير
تُراها أخطائي؟
ما من خطأ
ما منْ خطأٍ
لكنْ أخطأتَ
حين قصدتَ البحر
فألفيتَ الصحراء
حين اجتزتَ الصحراء
فألفيتَ القلعةَ
حين دخلتَ القلعة
فقابلك الوحش
حين هزمتَ الوحش
فنادتكَ الحسناء
حين حضنتَ الحسناء
فألفيتَ رماداً
ما من خطأٍ
لكن أخطأت..
الحداد لا يليقُ بك .. سوريا
سؤال ساذج:
كيف ترضى الخرابَ لأهلكَ
أنّى يكونون
- معذرةً-
أو تكونْ؟
*
إلى أبي العلاء:
أشامُك شؤمٌ
وعِرْقٌ عراقي؟
*
أيتها الحرب..!
كفّي عن الضجيج
يفرحُ الناسُ دونك حتى بخساراتهم
*
تسأل الغابةُ
وقد أفزعها الصمت:
أين وحوشي؟
*
بم يتغنى هؤلاء؟
الجنادبُ تغنّي الخرائبَ أيضاً
*
ما أغبى
انتصاراتِ المهزومين!
*
كثيرٌ من المخاوف
كثيرٌ من الآلام
والقليلُ القليلُ من الخجل
*
للأكاذيب متاريسُها أيضاً
*
لن تكون اللحيةُ
بوصلةً أبداً
*
كيف ترى يربحون
وطناً طالما خسروه؟
*
روى لي صديقٌ مرّةً
كيف تحتمي الكلاب في الغارات،
تحت الطاولات،
بأرجل السكارى
*
كم يحزنني هذا المشهد:
الأمّ تركض، الجدّ يتعثّر، الطفل يصرخ، الكلاب تفزع
والمجانين.. ماذا يفعل المجانين في الحرب؟
*
آه.. سوريّا
الحداد
لا يليقُ بكِ أبداً..