ادب وفن

عن "شــــــوارد" .. في طبعتها الثانية / رحيم العراقي

هواجس تلقائية غير مرّوضة.. تبحث عن شكلٍ ومعنى..لتكون قصيدة أو تهبط كفكرة غريقة في كهوف الذاكرة.. وشاعر يعشق الكلمات وان كانت لا تعنيه.. ومجنون يفسرها كما يتخيل.. وعاشق كما يريد.. وخائف كما يريدون.. كلهم في رأسي.. يتجاذبون اطراف القصيدة..
أهيم بالفواصل.. بالنقاط الضائعة في سماء الأفكار.. قبل أن تسقط كالمطر على الحروف لتهب المعنى..
لا يهمني أن أكون بطل الحكاية.. ولا صديق البطل.. ولا الشرير.. يهمني أن ألتقط الشوارد.. الأفكار التي تحوم حول وسادتي كالأشباح.. قبل ان تختفي و..أرسم ما تتوهمه المخيلة.. أكتب مزاجي في لحظة تمثل حينها قبل ان تتلاشى في العدم.. أكتب أفكاري ليست كما هي تماماً.. وإنما كما يرويها الطفل.. وأراها في الحلم الذي يضمحل في ضباب النعاس..
ليس لقصائدي تسلسل زمني.. بل عاطفي أو عشوائي كسول.. فقد أدرجت كل قصيدة حال عثوري عليها بعد ضياع أو تذكرها بعد نسيان.. فهناك قصيدتي الأولى (ورده و كرستال) التي كتبتها وعمري لا يتجاوز بضعة عشرة عاماً تتبعها (يا ترف) وهي آخر ماكتبت رداً على قصيدة بنفس الإسم لزميلة عزيزة..
ولم اهتم كثيراً بمستوى القصائد، وما فكرت في إعادة كتابة بعضها.. ولم استرد سهماً اطلقته وان أخطا الهدف.. وأدرجت بعض القصائد لأسباب عاطفية، منها بعض النصوص الغنائية التي غناها صديقي الحزين قـحـطان العـطاار في جلساتنا الخاصة في غرف البيوت الفقيرة المكتظة بالمحبين وبين جدرانها الملأى بصور الغائبين او المغيبين.... وبعض الأبيات التي تحمل تقديرا لبعض الرموز الخالدة كلاعب الكرة الشهيد بشار رشيد.. وتلك التي ترتبط بأحداث وحكايات لها بالغ الأثر في حياتي وكأنما قد فرضتها عليَّ قوى مجهولة هي ذاتها التي صنعت تلكم الأحداث والحكايات وإن كان بعضها بسيطاً وفقير الشكل والمضمون ولا ينتمي الى شوارد أفكاري أو قصائدي التي تعنيها هذه التسمية..
.. أهيم بالفواصل.. بالنقاط الضائعة في سماء الأفكار.. قبل أن تسقط كالمطر على الحروف لتهب المعنى.. أسمع الزاي وكأنه أزيز الأرق القادم من نوافذ القلق والوحشة بأذنيَّ الضاجتين بالصخب.. أحس بالفاء وأتأفف لفرط الملل والكآبة وانتظار المجهول.. أتطيّب برائحة الطاء وأن كانت أول حروف الطعنات التي وشمت حكاية موتي...
لا يهمني أن أكون بطل الحكاية.. ولا صديق البطل.. ولا الشرير.. يهمني أن ألتقط الشوارد.. الأفكار التي تحوم حول وسادتي كالناموس اوالأشباح.. قبل ان تختفي و..أرسم ما تتوهمه المخيلة.. أكتب مزاجي في لحظة تمثل حينها قبل ان تتلاشى في العدم.. أكتب أفكاري ليست كما هي تماماً.. وإنما كما يرويها الطفل..و أراها في الحلم الذي يضمحل في ضباب النعاس..
دارميات
الى صديقي الطيب قحطان العطار
يلســافـرت لبعيد... من بين الهْموم حتى أنتظارك عيد... لو ودك إيدوم
****
..لا لا تظـن أنساك.... لو تنســى ودي
دمعتك وأنته إهناك... تجري إعلى خدي..
*****
يلسافرت لهموم.... غــّــيرت طبعـك
ومن سافرت لليوم..... كل ساعه أودعك..
******
.جم غربه مرت بيك.... تشكيلي منهه
أصعبهه غربة ناس..... داخـل وطّنهه...
1978
أبوذيات ومواويل 1979
1
الى الشهيد بشار رشيد
صبـاح الشـر يلبشّـــرت بشــّار
إغـراب البعث هــم فد يـــوم بشار
صدگ هاي الحكــومه إعدمت بشار
لا مـا مــات والمعـدومـه هيَّه..
20 أيار 1979
2
گمركم بالسمه عالي و سامي
ومحبتكم على صدري وسامي
وجوه إشكثر فاركَنه وسامي
وبقت ذكراهه دوم تعيش بيـّه..
3
تنسى المواعيد يلما خالفتلك وعد
وأنتظر وصلك سنين بكل حنيني وعد
ما فرحتني وأگولن هاي قسمه ووعد
شدعي على اللي عن إمحبتي داره
وروحي حمامة وفه ترفرف على داره
من المغفره يا ترف راسم علي داره
كل ما تجيني بعذر أغفر وأگَولن وعاد
4
گلبي رباة التعب ما شاف ابد راحه له
ومامرني طيف الفرح و لكل شخص راح اله
ناديت ذاك الذي فـدوه العمر راح اله
وينك يمن غيبتك موگد حنين ويمر
والعشره صارت جفه وحلو الأماني يمر
.. ما انسى ذاك العهد و انتظر طيفك يمر
وسنين عمري تظل موجه اببحر راحله..
5
تبعد عليِّ الوصل يا صاحبي إشمالك
واني يمينك لـّون ما كـّفت إشمالك
إشـغـّيرك يا ترف عن دربي إشمالك
.. وينهار حد الصبر واني ولا انهار
امطرلك دموع عيني وأجري ليك أنهار
خلنه نتقاسم عمرنا الفات ليل إنهار
وشما الي من الهنه ومن الضنى إشمالك..
6
جــــيـر و بـســـاميــر
ـ ما مشتاگ لا والله.. ولا حاسبكم احباب
بس حملي كسر ظهري.. وإلتـّجيت عالباب..
إنفتح باب الجرح والحوش..
وباب أسراري من صدري
إعصار وجرف كل عمري
وإنفـتحـت بروحـي أبواب.. أبواب...
أول ما دست.. ياحوشنه الضـيگ
ينازل للخصر.. كاشيه مكسوره
لمن جِـنـه نزحف جانت إتطگطگ
إيه ياحوش يزغيرون
يامن جان كل الكون..
طبـگناه بلف ياعلي.. و كل كاشية من فد لون
لسه بحوشنه يم قاطع الدوره..على البسمار
أوراق الكهرباء والماي والحـّراس والتليفون
والرازونه..لسّـه إمشّـرعه عالكون..
..تهب نسمات خجلانه..
تمر خطوات تعبانه..
تمر أوجوه محترگه بسموم الصيف..
مثل كابوس لو هذيان ما بين الصحو والطيف..
صدى وأصوات حدادين.. فتاحين فال..
إمجاديه.. إمخابيل.. خياطين فرفوري
بياعين حصران ومكانيس.. وسِلال اثروب
و ابطون وسمچ تايخ وطير الماي والزوري
وسدارة حجي عبود المضمد تخطف بسرعه
على بيسيكل حجمة ثمانية وعشرين..
و وجه مليان جص.. إبصفحة اللوري..
و سبع نسوان يتحزمن.. ويكتمن ضحكهن..
.. م.. صوب الفاتحه.. يروحون...
و.. ذهب..فضه.. رحي وسنون..
وبنات المدرسه يمُــرّن..
عطرهن والخصر يلهث على الشيفون
والرازونه..لسّـه إمشـرعه عالكون..
عبر منها الضوه.. والرشِـگ يا ما دگ على الكرتون..
.لسّـه بحوشنه إمصـّلى عتيگ وباريه وصينية الفافون
وطيارة ورق مگطوعه وجعاب
ودعابل ملحه وإبطالة سفن آب..
..أنا الناسي الطفوله وسافر وشاب
ورجعت البيت..شفت البيت..
.. يشبه عش الغراب..
حتى الصور عالحيطان ما حفظت ملامحهه..
إنمحت.. ذابت..وغابت ضمن من غاب
لكَيت بحوشنه إمرايه على الكاشي
شفت بيهه وجه محتار.. ما مفهوم..
لا راجع ولا ماشي..
شفت عيون تعبانه وتجاعيد وسمار وشيب وتراب..
..بعد بـيَّ محبه.. ومامش احباب
بعد بـيّ لعب.. وصحابي متغربين..
لو أموات.. والباقين شِيّـاب..
جِـنـّه اطفال متعلگين بالبسمارعلى حيطان غرفتنه..
بصـوَرنه وإحنه طلاب..
بالمدرسه..بعمرأربعطعش أو دون
إبگهوه بشـارع السـعـدون
وإحنه شـباب
صورنه الحمره..وإحنه أوجوه ممنوعه
وصورنه الخاكي...وإحنه جنود
مشروره ملابسنه على الأسوار..والأسلاك مگطوعه
وصـَّل قمصان..فانيلات..مو رايات مرفوعه..
مهزومين..مختنكَين.. مشتاگـين.. يا أحباب
مشـتاكَـين.. نشـــتـّم الهـوى المـا هـاب
دوّخـنه الفقر والحرب يا ديلاب عيد إضحيه..
يا هـّم.. يا وكت.. يا عمر.. يا ديلاب..
.. ياحـوش الطفـوله الماعرفناهه
ولا شاهد علينه إيكَول عشناهه
الشمس حركَت سطحنه و..جير..
من مرزيبنه المشروم ينزل جير
ودم متخـثر بريش العصافير
على شِبّـاك غرفتنه و ستايرنه
المخـتنگه بجگايرنه
بأثر إيدي على الشباك من كنت إنتظر..و ارسم مشاوير..
بتاريخ إمتحان الهندسة والجبر مـكـتوب بطباشير
ينزل جــير
.. على بصمات ورديه
بكَـشر زهدي وجنحان الصراصير
لا لوحه ولا منظر طـبيعي ولا تصـاوير
بحيطـان الغـرف.. جـير وبسامير...