شاعر عراقي في كتاب شعر إيطالي / نهلة ناصر
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 03 حزيران/يونيو 2013 15:30
بمبادرة من الجمعية الثقافية الايطالية (الّيغوريّن) المعروفة بجدية ووسع نشاطاتها السنوية في العاصمة روما، وبرعاية رئيسها الذي رحل فجأة قبل اكثر من عام (فيليبّو بيتّيني)، وبدعم من مقاطعة لاتسيو ومركزها بلدية روما، صدر كتاب شعري جمع 35 شاعراً ايطالياً بينهم قلة من الأجانب او إيطاليين من اصول أجنبية.
جمع الكتاب القصائد التي ألقيت على ضفة نهر "التيبر"، الذي يخترق روما من شمالها، بمناسبة الاحتفال بالانتهاء من المرحلة الرابعة من سلسلة تعليق لوحات خاصة بشعراء عالميين كبار وإيطاليين على جدار يحدد ضفة النهر، وكذلك بمناسبة عيد ميلاد روما للعام 2012 . وكانت القصائد التي تضمنها الكتاب قد قرئت في هاتين المناسبتين وعلى الضفة نفسها من قبل الشعراء أنفسهم في احتفالية خاصة تضمنت جولة في مركب وسط النهر. هذا وقد ترافق مع قصيدة كل شاعر باللغة الإيطالية ملخص عن سيرته الحياتية والادبية، وتصريح خاص مركّز عن القصيدة التي نُشرت.
كان من بين قصائد الكتاب قصيدة الكاتب والصحفي العراقي عبداللطيف السعدي المعنونة "غفوة على التيبر"، وقد جاء في تصريح السعدي عن قصيدته: "قصيدتي غفوة على التيبر ولدت في لحظة من الحنين بعد وقت قصير جداً من ما أعتقده استئصالاً لي من وطني العراق، عندما اجبرت على ترك مكاني بشكل مؤلم". وحكى الشاعر السعدي قصة كتابته هذه القصيدة، بأنه في أحد صباحات روما الجميلة من ربيع العام 1996وهو قريب من النهر، وجد النهر طافحاً أخضر يجري ببطء، فتواردته صور نهر الفرات الذي رآه أول مرة في صباه قرب مدينة الحلة. توقف امام النهر وخلفه قلعة سانت آنجلو المشهورة ناهضة والى يمينه قبب الفاتيكان تعانق السماء، فحضرته عندها قباب النجف الاشرف، حينها تجمعت صور كوّنت مقاطع القصيدة التي جمعتها موسيقى داخلية أكملها فيما بعد بلمسات ايقاعية. وختم السعدي توضيحه بالقول ان القصيدة تفصح عن صرخة للحب والحنين، عن أمل بمستقبل أفضل لوطنه العراق وللوطن الثاني إيطاليا من اجل عالم أفضل.
ومن مقاطع القصيدة:
التيبر يمضي...
بطيئاً... بطيئاً...
أخضر كربيع العمر
هادئاً كالصمت...
كالفرات
ويمضي الشاعر فيقول:
بغداد هنا قريبا من روما
وروما العاشقة.
سانت آنجلو...،
جنائن بابل معلقة.
الفاتيكان...،
قباب لامعة في فضاءات النجف
اسوار روما....،
تفتحها أبواب بغداد القديمة
يذكر أن القصيدة ذاتها سبق وأن عُلقت على لوحة قرب التيبر في مكان كتابتها نفسه، أمام قلعة سانت آنجلو منذ العام 2000 وحتى الآن.