ادب وفن

الأدباء يختارون مجلسا مركزيا جديدا لاتحادهم

بغداد – صفاء ذياب ـ الصباح ـ 2/ 6:
بالرغم من الإشاعات الكثيرة التي بثت قبل موعد إجراء انتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتاب، وبعض القوائم التي دعت لمقاطعة هذه الانتخابات، إلا أن غالبية الأدباء الذين حضروا هذه الانتخابات والمراقبين القضائيين ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين أكدوا نزاهة وشفافية العملية الانتخابية التي أجريت صباح الخميس 30 أيار 2013 في فندق فلسطين ـ ميرديان ببغداد.
أكثر من 750 أديباً عراقياً شاركوا في هذه الانتخابات وأدلوا بأصواتهم لاختيار 30 عضواً يشكلون المجلس المركزي، ابتدأ الكرنفال بالنشيد الوطني "موطني" ثم نشيد "سلام على هضبات العراق" فكلمة ترحيبية من عريف الحفل د.عارف الساعدي وبعد أن حلَّ الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد، المجلس المركزي السابق، الذي عمل لثلاث سنوات، قرأ الشاعر عمر السراي، مسؤول اللجنة الثقافية، التقرير الثقافي، وأهم النشاطات التي قام بها الاتحاد في مركزه العام والنشاطات التي قام بها بالتعاون مع اتحادات المحافظات، ومن ثم تلا الشاعر الفريد سمعان، الأمين العام، التقرير الإداري وأهم المشاريع التي نفذت في المدة الماضية، وألقى الشاعر إبراهيم الخياط، الناطق الإعلامي للاتحاد، التقرير المالي، ليعلن بعدها القاضي (لقمان ثابت) البدء بالتصويت على 94 مرشحاً، وفيما يلي الفائزون الـ25 مع الأصوات التي حصلوا عليها:
"إبراهيم الخياط 541 ، فاضل ثامر 509، الفريد سمعان 392، علي الفواز 332، حنون مجيد 318، عمر السراي 318، مروان عادل حمزة 312، احمد عبد السادة 282، كاظم الحجاج 277، جمال الهاشمي 275، حسب الله يحيى 259، جاسم عاصي 253، د.خيال الجواهري 234، ناجح المعموري 224، طه الشبيب 211، سافرة جميل حافظ 209، رياض الغريب 207، عبد السادة البصري 204، حسين الكَاصد 204، ياسين النصير 201، بشير حاجم 197، جبار الكَواز 197، زهير بهنام 193، عبد الأمير المجر 192، عدنان الفضلي 189".
"والاحتياط: د.عقيل مهدي 184، هادي الناصر 180، د.ناهضة ستار 173"
أما الكوتا، فقد فاز ثلاثة أدباء كرد من بين خمسة مرشحين وهم: "حسين الجاف 335، كفاح الأمين 251، عادل كرمياني 144"، وعن التركمان فاز "فوزي أكرم ترزي"، وفاز عن السريان "آشور ملحم".
بعيداً عن السياسة
د. صبحي ناصر حسين، عضو اللجنة المشرفة على الانتخابات يعتقد أن الانتخابات نقلة نوعية متميزة لأنها شفافة جداً وليست فيها كتل سياسية أو مسائل تعكر جو الأدباء، إنما جاءت بإرادة جميع الناخبين.
وأضاف ناصر أن هيأة رئاسة المؤتمر الانتخابي تألفت من أحمد خلف رئيساً، وعضوية د. صبحي ناصر حسين وعبد الله راضي، وسعت اللجنة لإنجاح هذا المؤتمر بعد أن حلت الهيئة السابقة والمكتب التنفيذي وبعد تسلم زمام الانتخابات قضاة من المحكمة الاتحادية برئاسة القاضي لقمان ثابت نائب استئناف الرصافة. وقد "أدرنا هذا المؤتمر بشفافية ومن دون تعكير". ونفى د.ناصر أية اختراقات حصلت في الانتخابات مؤكداً نزاهتها تماماً. وأضاف: من يعتقد أو يخشى أن هناك اختراقات فقد أعطت اللجنة المجال لكل المرشحين والمراقبين لرؤية عمليتي التصويت والفرز. ولا يعتقد ناصر أن هناك أية مصلحة بخرق أو تزوير هذه الانتخابات.
تنسيق قادم
ورداً على بعض الأدباء الذين يتهمون الاتحاد بالرتابة وعدم الفاعلية التي يتمنونها، قال علي الفواز إنه من الغريب أن يتهم الاتحاد بالرتابة وعدم فاعليته لأنه نهض بأعباء خطيرة خلال الفترة الماضية على مستوى العمل المهني والميداني والعلاقات العامة، لكن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية وطبيعة التمويل وعلاقة الاتحاد بالمؤسسات الرسمية ووزارة الثقافة، كلها تعد معوقات. ويأمل الفواز أن يتبنى الاتحاد بدورته الجديدة برنامجاً حيوياً وفاعلاً بشكل أكبر، وأن يجد من الجهات المعنية الدعم والتنسيق بما يخدم الثقافة العراقية، ويعزز هوية الخطاب الثقافي الجديد.
وفيما إذا كان هناك منهاج جديد للفواز وبقية الأدباء الفائزين في الانتخابات، قال الفواز: "على وفق البرنامج الذي أتبناه آمل أن ننسق مع الجهات المعنية وأن يكون الاتحاد مؤسسة مهنية فاعلة لها ثقلها المعنوي والمادي، آمل أن يكون هناك انفتاح على المؤسسات الثقافية العربية والدولية، لأننا نريد أن نجعل من الملف الثقافي حقيقياً ويملك رأياً عاماً لكي تتبناه وتدعمه الدولة، وليس الحكومة، وأن يكون هناك تنسيق مع اللجنة الثقافية بمجلس النواب، ومع الوزارات المعنية بالشأن الثقافي".
ورش ثقافية عربية كردية
وبحسب رأي كفاح الأمين، الفائز عن أدباء الكرد، فإن هذه الانتخابات تمثل مرحلة جديدة في حياة اتحاد الأدباء، خاصة أنها جرت أمام أعين الأدباء والقضاة ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين، وبالتالي كان هناك إشرافان؛ الأول رسمي من قبل صناديق مفوضية الانتخابات ومجلس القضاء الأعلى، وإشراف ثان من منظمات المجتمع المدني والإعلاميين.
مضيفاً أن الأمر المهم في هذه الانتخابات هو فوز نسبة كبيرة من الشباب، على الرغم من أني كنت أتمنى فوز بعض الزملاء الذين يمتلكون مشاريع خاصة، كمشروع مجلة أو مؤسسة ثقافية، حين ذاك يكون هناك تحالف ثقافي، اتحاد عام تعمل داخله مؤسسات ثقافية أخرى، وهذا "أحد توجهاتي المستقبلية من خلال إيجاد تحالف ثقافي مع المؤسسات الأخرى لكي نعمل بما يسمى تنمية العملية الثقافية الديمقراطية".
وفي سؤالنا عن كيفية تفعيل الترابط الثقافي بين العرب والكرد، أفاد الأمين أن عليك أن تفهم لغة الآخر لكي تستوعب ثقافته وأدبه، وأحد هذه المشاريع التي ينوي الأمين العمل عليها هو زيادة النشاطات التي يبذلها اتحاد الأدباء في التواصل مع الكرد من جانب، وإقامة ورش عمل، كأن تكون هناك ورشة مشتركة لكتابة رواية باللغتين العربية والكردية، أو قصائد مشتركة بين اللغتين.
إضافة إلى ذلك نقل وتبادل الثقافات العراقية من محليتها إلى محلية أخرى، من خلال إيفادات من محافظات جنوبية؛ على سبيل المثال، إلى كردستان، وبالعكس، في سبيل زيادة الأواصر الثقافية، والابتعاد عن الاحتفاليات التي لا نخرج منها بأي شيء، بل نحن بحاجة لورش عمل حقيقية.
الاتحاد والمجتمع
ومن الشعراء الشباب الذين يدخلون المجلس المركزي في اتحاد الأدباء للمرة الأولى، مروان عادل حمزة والذي حصل على نسبة عالية من الأصوات، وهو ما يؤكده حمزة بقوله: "سئلت قبل الانتخابات: هل تتوقع أن هناك شباباً سيفوزون في هذه الدورة، فأجبت مؤكداً ذلك، لأني كنت أستقرئ الساحة الثقافة العراقية، وحاجتها الماسة للتغيير واستقدام وجوه جديدة".
وعن توقعات حمزة فيما إذا كان هناك شيء سيتغير مع دخول دماء جديدة في الاتحاد قال إن تجربته مع نادي الشعر ورئاسته له غيَّر الكثير بقدر استطاعته، "حاولت أن أجعل الاتحاد أكثر انفتاحاً على الجامعات والمدارس، أقمنا جلسات نوعية ناقشت المناهج التدريسية ورياض الأطفال"، وأكد حمزة أن لديه أفكاراً كثيرة تتعلق بانفتاح الاتحاد على الشارع والمجتمع العراقي الذي ابتعد كثيراً عن الثقافة والأدب، وانكفاء الاتحاد على نفسه خلال الدورتين السابقتين، وإقامته جلسات روتينية لا علاقة لها بالشارع العراقي، ما أدى إلى وجود هوَّة كبيرة بين الاتحاد والسياسة، والمؤسسات الأخرى، وتصور الاتحاد أن "الأدب محصور بيننا نحن فقط، فالشاعر يحتفي بالشاعر والقاص لا يقرأ له إلا القاص. لذا سنحاول أن نجعل من الاتحاد بيتاً لكل مواطن، وسنحاول المطالبة بحقوق الأدباء قدر استطاعتنا".
وجه جديد
ويعد الشاعر فارس حرام إجراء هذه الانتخابات خطوة مهمة قام بها الأدباء بتحدي الظروف الأمنية التي تمر بها بغداد في هذه الأيام، إذ حضر الأدباء بجموع كبيرة لينتخبوا.
وتمنى حرَّام، بالرغم من عدم حصوله على أصوات تؤهله ليكون في المجلس المركزي، من الأدباء الفائزين المساهمة في تطوير مؤسسة ومنظمة مهمة مثل اتحاد الأدباء والسعي للخروج بوجه جديد يشرّف الأدب والثقافة العراقية. وعن المشاريع التي كان حرّام ينوي العمل عليها فيما لو فاز، وإذا كان سيساعد المجلس الجديد للعمل عليها قال حرّام "قبل أن أكون مرشحاً للمجلس المركزي، أنا أصلاً رئيس اتحاد أدباء النجف، لذلك سأدعم عمل المجلس، وسأوصل الأفكار التي يراها أدباء النجف حريّة بالتنفيذ وسأتعاون معهم تعاوناً كاملاً لأن المهم هو تطوير المؤسسة وليس صعود أشخاص محددين بأسماء".
مكتب تنفيذي
بعد أيام سيحدد اتحاد الأدباء موعداً أول لانعقاد المجلس المركزي ليقوم بالتصويت على اختيار رئيس للاتحاد وأمين عام، وسبعة أعضاء يشكلون المكتب التنفيذي، وهو ما بدأ الفائزون يتحدثون به من أجل انتخاب الأفضل