ادب وفن

حنان جبيلي عابد مثخنة بجراح الابداع / شاكر فريد حسن

النصراوية حنان جبيلي عابد ناشطه ثقافية ومربية أطفال ، وأيضاً شاعرة مرهفة الاحساس وكاتبة مثخنة بجراح الابداع .
عشقت حنان القراءة والكتابة الابداعية منذ صغرها ، وقرأت الكثير من القصص والروايات ودواوين الشعر ، ولها اهتمام خاص بمواكبة ومتابعة الاصدارات الجديدة محلياً وعربياً.
طرقت حنان جبيلي عابد التعبير الكتابيىمااف الابداعي ، الفني والأدبي، بحبر القلم وريشة جديدة، لونها الروح الحنانية الانسانية.
يتوزع نشاط حنان بين الشعر والخاطرة الأدبية وقصص الأطفال والقصص للكبار .
وقد جعلت من الشعر رئة تننفس من خلالها ، فتتفث أشجانها وتترجم احاسيسها الداخلية .
ان الشعر عندها طريق معمنغبدة بين عالم الاجسام وعالم الارواح ، ومن خلاله ترسل نغمات الروح ونبضات القلب وخلجات النفس .وما يميز هذا الشعر الاحساس المرهف والزخم العاطفي الوجداني ، والاسلوب الرهيف، والسلاسة الواضحة ، وهو من السهل الممتنع القريب الى النفس البشرية والوجدان الانساني .
اما قصصها فهي تصور مواضيع وقضايا حياتية مستقاة من واقعنا الاجتماعي المعاش، وهي تأخذنا معها بلباقة وعفوية وسلاسة الى عالمها الأدبي الخاص.
في حين ان كتاباته للطفل تحمل روحاً انسانية ، وتقدم قصصاً قريبة الى الطفل ، وذلك باستخدام تقنيات البناء الفني لقصة الطفل التي تسهم في ابداع قصص جيدة وناضجة ، حيث تبدأ عملية البناء بالحدث الواقعة الأولى ، وما يليها من احداث ينمو فيها الصراع مع الحركة حتى تصل الى العقدة في البناء ( الذروة)، ومن تبدأ العقدة بالتدريج في طريق الوصول الى النهاية فضلاً عن عناصر اللغة والأسلوب السردي والحواري ،وأخيراً النهاية.
وتنجح حنان أن تجعل في قصصها الطفل المحرك الرئيس للاحداث ، فهو من يدرك المشكلة ولب الصراع،ويبحث عن الحل ، الأمر الذي يدعم فكرة البطل على ان يكون شيئاً، ومنبع ذلك القدرة التي تكمن في الداخل الانساني،وليس في خارجه .
وما يلفت النظر ان قصصها بسيطة وسهلة ورقيقة، والأحداث فيها مترابطة، واللغة موحية تعبر مباشرة عن المحتوى .
ويتجلى دورها في سبك تماسكها واعطائها صنعة الحياة والحركة، عدا اسلوبها المشوق والخيال الواسع .
وعمدت حنان الى انتقاء الفاظها بعناية ودقة لتدل على الانفعالات والمشاعر .
حنان جبيلي عابد مبدعة تواصل دربها الابداعي، الذي بدأته قبل أكثر من عقدين ونصف من الزمن ، بثقة وتؤدة وعمل دؤوب ، وقد اثبتت وجودها وحضورها في المشهد الثقافي المحلي .فكل التحيات العطرة لحنان على أمل مواصلة درب الابداع الذي لن يجف ولن يصمت أبداً.