ادب وفن

عواد ناصر في "بيت الحلزون"

طريق الشعب
صدر للشاعر عواد ناصر ديوانه الجديد "بيت الحلزون" عن دار النشر المغربية بطنجة "سليكي اخوان".
يحتوي الديوان على أربعين قصيدة تناوبت بين التفعيلة والنثر. يقع الديوان في 112 صفحة من القطع المتوسط.
تتقاطع في الديوان رؤى متقاطعة ومنقطعة لكن ثيماتها الرئيسة تتلخص بالوطن والحرب والحب والمنفى والوحدة، بينما تتخلق صوره الشعرية بين الواقعي والسريالي، كل يغذي الآخر ببعده الخاص.
كتب الناقد علي الفواز:
"شعرية عواد ناصر تكمن في استنطاقه التفاصيل اليومية، وفي استعادته الشغوفة لحمولاتها المتوهجة، إذ تتخلص البنية الشعرية من معيارية البلاغة، ومن سطوة الجملة النحوية، باتجاه خلق حساسية لحضور الجملة الثقافية بوصفها الجملة الشفيفة، الرخوة، المطاوعة، الجملة النسقية ومجازرها الكلي، والتي تقوم أساساً على الكشف عن المضمر، مقابل التماهي مع تخصيب المعنى والتمركز في الصورة.
عواد ناصر من أكثر شعرائنا هوساً بغواية الخروج عن الخزائن وذاكرة الغبار، فهو مسكون باللغة التي تتعرى وتتمرأى وتبيح لنفسها أن تكون جسداً، تشغله اللذة والحكاية والذكرى واليوميات التي لا تهرب بعيداً عن القصيدة".
بينما كتب الشاعر فاضل السلطاني:
"لا أرى في عواد ناصر شاعر التفاصيل اليومية التي ارتبطت بشعر سعدي يوسف. إن أحد عناصر شعر عواد ناصر، عدا مشهديته ومادته الأساسية: الناس، هو عنصر السخرية، وهذا نادر في الشعر العراقي، وحتى في الشعر العربي، إذا استثنينا أمل دنقل، وهذا عنصر حاضر في الكثير من قصائد عواد، أحياناً يحضر كتعليق يعترض مسار القصيدة فيخفف من فجائعية الحدث، أو يجعلنا نسخر من ظاهرة أو حالة ما، وحتى من الشاعر نفسه ومن أنفسنا أيضاً… وقلما نرى عواد ناصر يلجأ للأسطورة، مثلاً، وهذا ما لجأنا إليه في قصائدنا الأولى، أو إلى القناع يسقطه على الواقع مباشراً وينهل منه مادته".
من قصائد الديوان:
"مبتهجٌ بحوارٍ خاص:
معَ أوراقٍ سقطتْ من نصِّ خريفٍ أصفرْ،
معْ حلزونٍ يكتبُ شعراً باللغة اليابانيةْ،
معَ تلك الحلزونةِ وهي تهيئُ ثدييها للحلزونِ الجيكولو،
معَ بيضِ الحلزوناتِ المدفونِ بتربةِ ذاكَ الحقلِ الغافلْ،
مع نفسهِ في لحظةِ يأسٍ مطبقْ،
مع ذعرٍ من ملحٍ،
كالسمِّ القاتلْ،
معَ قومٍ من جنسهِ: قومِ البطنِ/ القدمياتِ الزحّافاتْ
مع من لا يقوونَ على السيرِ بقاماتٍ منتصباتٍ
"ليس كمثلي أحملُ بيتي على ظهري"..
معَ من يمضونَ إلى النومِ بلا أسئلةٍ عمّا يحدثُ للعالمْ،
ولهُ ولعٌ بالفجرِ تبلّلُهُ ساقيةٌ تركضُ، كالعذراءِ، على حجرٍ باردْ،
وله، أيضاً، حاسةُ شمٍّ خطرةْ،
مثلاً: شمّ وزيراً ما ليصيحَ بهِ: أنتَ وزيرٌ فاسدْ".