ادب وفن

قصائد للوطن والناس / فالح حسون الدراجي

بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.. أقام الشعراء الشيوعيون وأصدقاؤهم أمس الاول مهرجاناً شعرياً على قاعة المركز الثقافي النفطي، شارك فيه بعض الشعراء الذين كانوا قد شاركوا في احتفالات الذكرى الاربعين لميلاد حزب الكادحين، وبين ذاك المهرجان وهذا المهرجان مسافة زمنية قدرها أربعون عاماً.. ومسافة نفسية وسايكولوجية مؤلمة قدرها عشرات الأسماء الشعرية التي غابت في هذه المسافة الزمنية المؤلمة بين شهيد وفقيد ومهاجر.. واذا ما سأل احد القراء عن عنوان المقال.. واراد ايضاحاً لهذه التواريخ والأرقام والاحداث، فأجيبه واقول: إن عنوان مقالي هذا مأخوذ عن عنوان الكتاب الشعري الذي أصدره الحزب الشيوعي العراقي عام 1974 بمناسبة الذكرى الأربعين لميلاد الحزب، وقد ضم هذا الكتاب وقتها ثلاثا وثلاثين قصيدة، لثلاثة وثلاثين شاعراً وطنياً تقدمياً.. كتب مقدمته (الكبير) شمران الياسري (ابو گاطع) وقد كان لي شرف الاشتراك في هذا الكتاب الشعري الذي يعد وثيقة فنية ووطنية إبداعية رائعة بقصيدة كتبتها عن (الشهيد فهد).
نعم، لقد كان هذا الكتاب تحفة شعرية تؤشر لمستوى القصيدة الشعبية العالي آنذاك، كيف لا يكون الكتاب تحفة وقد ضم قصائد للشعراء الكبار شاكر السماوي، وكاظم اسماعيل الگاطع، وعلي الشباني، وعريان السيد خلف، ورياض النعماني، وأبو سرحان، وعزيز السماوي، واسماعيل محمد اسماعيل، وناظم السماوي، وكريم العراقي، وكامل الركابي، والشهداء فالح الطائي، وفوزي السعد، وبحر الخالدي، وكاظم الحميري، والشعراء جمعة الحلفي، وفاضل السعيدي، وعبدالحسين شعابث، وعلي بيعي، ورحيم الغالبي، وكاظم الركابي، وريسان الخزاعي، وكاظم غيلان، وغيرهم من كبار شعراء القصيدة الشعبية في العراق..
واليوم إذ يحتفل الشعراء الشيوعيون بعيد حزبهم العريق، ونضالاته الوطنية والطبقية المجيدة، يشاركهم أصدقاؤهم ومحبوهم فإن هذا الاحتفال.. وتحت عنوان ذلك الكتاب الذي صدر قبل أربعين سنة، وبمشاركة عدد من الشعراء الذين شاركوا في مهرجان الذكرى الأربعين قبل أربعين عاماً، لهو دلالة كبيرة على ان القصيدة الشعبية الوطنية وفية للقيم النضالية، وأمينة على تأريخ القوى الوطنية الشريفة.. وهي أشارة جميلة الى أن الشعر الشعبي العراقي مازال بخير رغم كل شرور القبح والارهاب، والدم المسفوح ولعل الشيء الوحيد الذي أحزنني في هذا المهرجان الكبير، والكرنفال المفرح الذي جرى قبل يومين أن ظروفي لم تسعفني لأشارك فيه.. فقد حال سفري الإجباري دون مشاركتي لرفاقي وأخوتي وأصدقائي هذه الفرحة الكبرى.. بخاصة وإني كنت قد أعددت قصيدتين لهذا المهرجان إحداهما كانت منشورة في كتاب (قصائد للوطن والناس) قبل أربعين عاماً والأخرى جديدة كتبتها للحزب ونضالات الكادحين عبر هذه السنوات الثمانين، ولم أقرأها أو أنشرها بعد..
فتحية للحزب الشيوعي العراقي، صاحب التأريخ المُزهر بدماء الشهداء الميامين.. وتحية للشيوعيين العراقيين الذين اثبتوا عبر نزاهتهم وبياض أياديهم أنهم أهلٌ للأمانة والمسؤولية والاحترام.. وأمامكم الوزيران مفيد الجزائري ورائد فهمي اللذان حفرا اسميهما في سجل الشرف والنزاهة والأمانة والإخلاص وسط إزدحام الساحة الحكومية بالوزراء والمسؤولين الفاسدين واللصوص، والمرتشين.
وعهداً بأني سأشارك بافراح عيد حزب الشهداء في أي يوم من الايام المتبقية من الاشهر الخمسة التي تفصل بين هذا اليوم ويوم 31 من اذار يوم مولد حزب الشرف والنزاهة والتضحيات.