ادب وفن

في مدينة يوفاسكولا الفنلندية لقاء مفتوح مع الكاتب يوسف ابو الفوز / مروان مصطفى

 

في يوم الثاني من شهر تشرين الثاني / نوفمبر ، في مدينة يوفاسكولا Jyväskylä (270 كيلومتراً عن هلسنكي باتجاه الشمال) ، وضمن برنامجه الثقافي المتنوع ، استضاف مركز غلوريا للثقافات المتعددة ، وتحت عنوان (لقاء مع كاتب) الكاتب والصحفي العراقي يوسف ابو الفوز للحديث عن تجربته الادبية واخر اصداراته . ادار الندوة بنجاح وساهم في الاعداد لها الروائي العراقي سعد هادي الذي رحب بالكاتب الضيف وجمهور الحاضرين، وتحدث عن اهمية اقامة مثل هذه اللقاءات المباشرة للتعرف الى تجربة مثقف يؤمن بحوار الحضارات وملتصق بجذوره وهويته الام ويجتهد للعمل لاجل اهداف تخدم قضايا الانسان في بلاده الام والبلد المضيف ، وتحدث عن رواية الكاتب الضيف "تحت سماء القطب " التي صدرت عام 2010 ،وبين "ان من الاهمية الاطلاع عليها لانها اضافة لكونها رواية مهمة فهي تقدم تجربة حياة المهاجرين حين يجدون انفسهم في مجتمع جديد وثقافة اخرى" واشاد باسلوب الكاتب في " تقديم نص متميز فيه درجة عالية من الاحتراف والتشويق". الكاتب يوسف ابو الفوز شكر الدعوة والمنظمين للقاء والكاتب سعد هادي لجهوده المثابرة ، واعرب عن سعادته بلقاء جمهور الحاضرين ، وتحدث بأختصار عن نشأته الادبية والمحطات المهمة من سيرته الحياتية والادبية، واشار الى اسباب مغادرته وطنه العراق مضطرا كانت بسبب غياب الحرية وتسلط حكم شمولي يمنع حرية التعبير ويحرم الناس من العيش بسلام وانه واصل العمل بوسائل مختلفة لمقاومة الديكتاتورية ومنها الكتابة . بين أبو الفوز انه في كتاباته سعى الى تقديم سيرة وخبرة الناس من حوله لتدعم تجاربه الشخصية ، وبين ان مصائر ابناء شعبه تتشابه بسبب تعرضهم الى نفس العوامل التي تدفعهم الى المنفى والاغتراب ، واشار الى ان من مسؤولية الكاتب ليس تقديم الاجوبة المباشرة في نصه الادبي، ولا الافكار المسبقة، بل ان مهمة الكاتب تنحصر في اجتهاده في مساعدة القاريء لامتلاك اسئلة جديدة لحثه للتفكير والبحث عن بدائل لتغيير حياته نحو الافضل. وتم عرض الفيلم الوثائقي"عند بقايا الذاكرة " ومدته نصف ساعة، وهو من سيناريو واخراج الكاتب الضيف وانتاج التلفزيون الفنلندي عام 2006 ، ويحمل انطباعات الكاتب عن وطنه العراق خلال زيارته من بعد 27 عاما ، بعد سقوط نظام الديكتاتور صدام حسين، ويذكر ان الفيلم تم اختياره من قبل التلفزيون الفنلندي لتمثيل فنلندا في مهرجان دولي في سنة انتاجه. بعد الاستراحة القصيرة جرت مناقشات مفتوحة بين الكاتب وجمهور الحاضرين المتنوع من الفنلنديين ومن ابناء الجاليات الاجنبية ومنهم ابناء الجالية العراقية في المدينة ، وتناولت الاسئلة تجربة الكاتب في فنلندا ونشاطاته، واعماله ومشاريعه القادمة واساليبه في البحث لبناء شخصياته في الاعمال الادبية، وموضوعة الهجرة والاندماج وكيفية تناول الادب لنشاطات جماعات التطرف السياسي والديني ومسؤولية الدولة والمجتمع في حماية السلم الاجتماعي والتطورات السياسية والاوضاع الاجتماعية والثقافية في العراق والشرق الاوسط، واجتهد الكاتب الضيف لتقديم الاجوبة المناسبة واكد على اهمية تواصل العمل المشترك والمثابر بين كل من يهمه ان يعيش الناس بسلام ، في حياة آمنة ينالون فيها حقوقهم الاجتماعية والثقافية في مجتمع تسوده الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية .