ادب وفن

"الجندول" تحتفي بالروائي حامد الهيتيي / نبيل الربيعي

سعت جماعة الجندول في بابل لإقامة الأمسيات الثقافية والأدبية لإنعاش الحراك الثقافي وإشاعة روح المحبة والتفاؤل من خلال الاحتفاء بالمبدعين من الأدباء والفنانين, حيث نظمت جماعة الجندول أكثر من أمسية وكان آخرها الاحتفاء بالكاتب والروائي والفنان حامد الهيتي استذكاراً لحياته الأدبية باعتباره رمزاً عراقياً أصيلاً .
في كازينو الجندول التي تحتل حيزاً كبيراً في الذاكرة الإبداعية الحُلية , استمرت الفعالية ثلاثة أيام منذ يوم الجمعة 25-10 -2013, حضرها نخبة من الأدباء والشعراء والفنانين الحُليين وجمهور كبير ملأ أرجاء الكازينو, وتضمنت الفعالية كلمات ونصوص ونشاطات متنوعة من العروض السينمائية والقراءات الشعرية والقصصية, وكانت المدينة حاضرة في روايات المحتفى به. الهيتي يعد من رموز الحلة وأعلامها،عرف بحبه لمدينته وعشقها , لكن كانت أهمية رسالة الملتقى دعم الشباب خلافاً لما يتخذه البعض من مواقف ضد الثقافة والفنون . اليوم الأول لمهرجان التكريم كان مساء الجمعة 25-10-2013 تميز بحضور جيد يؤكد أن الحلة مدينة ثقافية مهمة لم تستطع الأيام السوداء التي مرت على هذه المدينة الفراتية خلال نصف القرن الأخير من إلغاء بصمة الثقافة لهذه المدينة التي تمثل امتداداً للميراث الثقافي البابلي ، حضر المهرجان التكريمي الفنان الدكتور جواد بشارة والفنان فاضل شاكر والدكتور عائد خصباك الذي ألقى كلمة جميلة تحدث فيها عن ذكرياته مع صديقه القديم حامد الهيتي الذي تعرف عليه في أواخر الستينيات من القرن الماضي وتحدث عن الروح المرحة التي طبعت شخصية المحتفى به ، وألقى الأستاذ عباس خليل العاني كلمة البيت الثقافي في بابل ، وألقيت كلمة الأستاذ نوفل الجنابي صديق المحتفى به ألقاها الأستاذ ماهر محمد بالنيابة ، وقدم الفنان سمير يوسف كلمة في الحفل تحدث فيها عن شخصية الأديب حامد الهيتي ، وتم عرض فيلمين تسجيليين الأول بعنوان ترنيمة النهر ، كان بمثابة شريط صور يمثل مراحل حياة القاص حامد الهيتي ونشاطاته الثقافية والحياتية ، وفلم "مريم" تحدث عن قصة طفلة حلية قتلت في تفجير الوردية ، الفيلمان من إخراج ذو الفقار زهير المطيري وفي الختام قام الشاعر ذياب شاهين بتوقيع الإهداء على مجموعته الشعرية الجديدة , أما اليوم الثاني فكان مساهمات الادباء وهم كل من "احمد الهيتي و احمد ضياء وعلي عامر وعباس المعموري وثائر هادي جبارة وحسن الغبيني . كان ختام الأمسية يوم الأحد 27-10-2013, كلمة لعائلة الهيتي قرأت من قبل ابنه الشاعر احمد الهيتي شاكراً جماعة الجندول لما قدمته من استذكار لوالده ودوره في الأدب والفن وقد أصابته جلطة دماغية فتعذر عليه الحضور,أما الشيخ مجيد فقد قدم كلمة مستذكراً دور الهيتي نهاية الستينيات في كتابة النصوص المسرحية والروائية والشعر ولقاءاته في مقهى أبو سراج التي كانت مقر للقاءات أنصار اليسار, فكان يصف الهيتي بانه" سومري المولد بابلي الهوى "ثم قرأ كل من تمار الميثم وخالد الشاطئ ومحمد الصباغ ومحمد كريم جبر وقاسم الساير وحسن الغبيني بعض النصوص , ثم قدم عرض سينمائي بعنوان العام الدراسي الجديد وفلم عن سقوط الصنم . وكان ختامها قصيدة للشاعر موفق محمد بعنوان "الليلة الأخيرة" وقصيدة أخرى "ما بعد الليلة الأخيرة", ثم تم توقيع ديوان الشاعر موفق محمد الثالث "غزل حلي".
وقد تضمنت الاماسي معرضا للكتب الثقافية والسياسية مهداة من محلية بابل للحزب الشيوعي وقد وزعت على رواد الاماسي مجانا إسهاما منهم في رفد الحركة الثقافية في المحافظة.
الأمسية أعادت للحضور تاريخ كازينو الجندول ودوره في الحراك الثقافي الذي حمل ذكريات نصف قرن من تاريخ الحلة الثقافي و الأدبي والسياسي , فهي ليست مكاناً اعتيادياً بل ملتقى للمبدعين وسيعاد بجهود جماعة الجندول دوره في الحراك الثقافي والفني .