ادب وفن

الشاعر فوزي كريم في استضافة منتدى الرافدين للثقافة والفنون

بحضور ثقافي مميز استضاف منتدى الرافدين للثقافة والفنون الشاعر والناقد والفنان الاستاذ فوزي كريم وذلك يوم الثلاثاء 19 تشرين2 2013 في ولاية مشيكان الامريكية.
ادار الامسية بلباقته المعهودة الدكتور عزيز التميمي مرحبا بالحضور ومقدما الضيف كرمز من رموز الجيل المؤسس للثقافة العراقية المعاصرة، الجيل الذي تشبعت رئتاه بنفحات شعر السياب، الجيل الستيني، ويُصنّف بكونه شاعر المتاهة فهو أيضا شاعر الإنسانية المعذبة الباحثة عن الأمل والخلاص، شاعر تشكّل في جغرافية الحداثة الموصولة بالتراث، شاعر ستينيٌ مشاكس إن صح التعبير، ومشاكسته هذه تهمة حميدة تنأى به إلى تخوم القصيدة المنتسبة لذات الشاعر المبدعة.
وقسمت الامسية الى ثلاث محاور:
المحور الاول: الجيل الستيني والشعر
وحسب الدكتور التميمي ففي المرحلة الستينية ازدهرت أشكال التعبير الشعري، في شتى التوجهات، التي تعتمد الأصالة، أو النزعة الطليعية. وليس غريباً أن تجد كل الأشكال لدى شاعر واحد: قصيدة البحور الموروثة، قصيدة التفعيلة، القصيدة المدورة، القصيدة البصرية، وقصيدة النثر...الخ. في المرحلة السبعينية انسحبت القصيدة، بصورة ما، إلي شكل واحد، هو شكل قصيدة النثر مغلقة في الغالب. ولم يبدُ الأمر وليد إرادة طليقة، بل وليد نزعة هرب إلي شكل قادر أن يحيط الشاعر وإرادته، وحريته، وتطلعاته داخل عبوة مغلقة، ناسفة ولكن دون توقيت.
وتحدث الاستاذ فوزي كريم في هذا المحور بإسهاب حول تجربته الشعرية والادبية وتجربة الشعراء المعاصرين لتلك الحقبة من جيل الستينيات والذين كتبوا الشعر العمودي والشعرالحر والنثر وتحدث بتفصيل عن تلك السنوات والتي اثرت على الابداع الشعري والفني بسبب الاوضاع السياسية التي مر بها العراق ودول المنطقة.
المحور الثاني: الشاعر والنقد
ويصف الشاعر فوزي كريم علاقة الشاعر بالنقد بعلاقة حوار دائم فيه الكثير من الحذر والشك والارتياب". ويقول إنه تلقى دائما على الشاعر مسؤوليات لا علاقة لها بالشعر كالتاريخ والايدلوجيا، لكن النص الشعري يبقى هو قطعة موسيقية خارج التفسير. وأشار إلى أن "الناقد عليه أن يفهم العلاقة المعقدة بين الشاعر والموسيقى، بين الشاعر والتاريخ، وبين الشاعر والواقع". وكشف عن المقالة النقدية بالقول إن "المقالة النقدية انقرضت منذ جيل حسين مردان وجاءت بدلا عنها المقالة الصحفية.
وتحدث الشاعر في هذا المحور حول تجربته في النقد وبداياته النقدية مع قصص وحوادث من ذكرياته في العراق والخارج. ويقول فوزي كريم فان الناقد يجب ان يكون بداخل الشاعر عند كتابة القصيدة وقبل ان يستمع لنقد الاخرين.

المحور الثالث: الشاعر والفن التشكيلي والموسيقى
ويقول فوزي كريم في كتابه فضائل موسيقية: حبُّ الموسيقي لا يشبه حبَّ قراءة الرواية ولا تأملَ اللوحة. إنــه استثنائي. فالشاعرُ يرعي مُبدعــاً موسيقياً في داخله. ولو نما وكبُر هذا المبدع الموسيقيّ وأخذَ حجمَ الإنسان، الذي هو عليه، لرعي بدوره شاعراً صغيراً في داخله. هذا النموذج نفتقده في ثقافتنا الشعرية المعاصرة .وما من علّةٍ موجعــةٍ كهذا الفقدان .ويعلق من جهة أخرى على أن العقل العربي يرفض الموسيقى الجادة.
وتحدث فوزي كريم عن بداياته الفنية وكيف كان صوته مشجعا لدخوله الفن. وتذكر بدايات اهتمامه بالفن التشكيلي.

ثم القى الشاعر مجموعة من قصائده والتي كتبت في فترات مختلفة من حياته الابداعية.
وفي نهاية الامسية والتي دامت اكثر من ساعتين ونصف قدم اعضاء منتدى الرافدين للثقافة والفنون شهادة تقديرية للشاعر.
وحضر الامسية عدد كبير من مبدعي الجالية وفنانيها ومن متتبعي الشعر والفن والثقافة العراقية ومن ولايات أخرى .
وكذلك شاركت اجهزة الاعلام المحلية والعراقية في تغطية الامسية كان بينها الفضائية العراقية والزميل حسن حامد.
شارك العديد من الحضور في مداخلات واسئلة حول ما طرحه الشاعر حمل بعضها ملاحظات حول تحليل الشاعر للوضع الثقافي في فترة الستينيات من القرن الماضي والتي لم يتفق معها بعض الحضور، واثارت نقاشا حضاريا ومداخلات متشعبة اضفت بعدا اخر على الامسية.
منتدى الرافدين للثقافة والفنون
تشرين الثاني 2013
www.iraqimfac.com