ادب وفن

سفر مجيد من أجل فكر علمي وثقافة تقدمية.."الثقافة الجديدة" تحتفل بعيدها الستين

 

 
 
 

بغداد - طريق الشعب
احتفلت مجلة "الثقافة الجديدة" صباح امس الاول الجمعة، على قاعة الاتحاد العام للادباء والكتاب، بالذكرى الـ 60 لصدور عددها الاول في تشرين الثاني عام 1953.
افتتح الحفل الذي حضره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى وحشد من الوجوه الثقافية والسياسية والاجتماعية والمهنية، بكلمة لعضو هيئة تحرير المجلة، الرفيق رائد فهمي، الذي رحب بالحاضرين وشكرهم على تلبيتهم الدعوة، مشيرا الى دور المجلة التنويري طيلة الاعوام الستين، وتواصلها في الصدور رغم المضايقات التي تعرضت لها على يد مختلف السلطات المتعاقبة.
بعد ذلك القى الدكتور صالح ياسر رئيس تحرير المجلة، كلمة هيئة التحرير التي اشار فيها إلى لحظة نشأة المجلة عام 1953 ، حيث ارتبط ظهورها بالأجواء السائدة آنذاك في العراق وفي المنطقة والعالم، بعد النتائج التي ترتبت على الحرب العالمية الثانية والنهوض العاصف لقوى الديمقراطية والاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والسلام والاشتراكية، حاملة منذ عددها الاول شعارها العتيد "فكر علمي... ثقافة تقدمية". وأضاف قائلا: "نحتت "الثقافة الجديدة" خلال العقود الستة الماضية، موقعها كمنبر متميز بين منابر الثقافة الوطنية والديمقراطية في بلادنا". مؤكدا ان المجلة "لم تكن مجرد حلم راود مجموعة من المثقفين الرواد الذين بادروا الى تأسيسها، بل كانت تتويجا لجهود حثيثة ومثابِرة حوّلت الأمر من مجرد حلم الى فعل ثقافي - سياسي نشيط. وبفضل جدية المعنيين بصدورها آنذاك ومسعاهم الثابت تحولت المجلة الى مطبوع جديد يقدم بحق فكرا علميا وثقافة تقدمية، من خلال نقد الواقع السائد، وتفكيك خطابات القوى المسيطرة، ونشر الثقافة الوطنية والديمقراطية، مستقطبة قطاعات واسعة من النخب الثقافية والباحثين الجادين".
وفي فقرة تالية من الاحتفال استمع الحاضرون الى شهادات قدمها كل من الفريد سمعان، الدكتورة سعاد محمد خضر (القاها نيابة د. معتز عناد غزوان)، رضا الظاهر، الدكتور عامر حسن فياض، الدكتور سليم الوردي، فوزي الاتروشي وكيل وزير الثقافة، امير الحلو، كفاح الأمين، سعدون هليل، ناصر حسن خانة، صباح الجزائري. وأكدت الشهادات المذكورة الدور التنويري الذي نهضت به المجلة ونشرها لقيم الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والترويج لفكرة المواطنة والوطنية العراقية والروح الأممية، والانفتاح على الاخرين. ولم تكن منغلقة على ذاتها، بل كانت مجلة تأسيسية عبرت عن خطاب غير مألوف يبشر بعالم جديد. وأكد اكثر من متحدث ان مجرد صدور المجلة لستة عقود رغم ضغوطات وممارسات السلطات المختلفة وعسفها، يدلل على اهمية المشروع الذي نهضت به، وقدرة المثقف الوطني والديمقراطي على المقاومة. ورغم بعض الانقطاعات في صدورها لأسباب خارجة عنها، لكنها كانت تعود بعد كل انقطاع لوصل ما انقطع. ولهذا لم تتحول تلك الانقطاعات الى قطيعة تبعدها عن قرائها. هذا وستصدر المجلة في عددها المقبل 363، ملفا خاصا يتضمن الشهادات المذكورة اعلاه.
في ختام الاحتفالية، وزع رئيس تحرير المجلة د.صالح ياسر لوح المجلة (فكر علمي.. ثقافة تقدمية) على رؤساء وسكرتاريي التحرير السابقين. وانتهى الاحتفال بكلمة للرفيق رائد فهمي اكد فيها ان المجلة ستكون وفية لشعارها العتيد "فكر علمي .. ثقافة تقدمية"، وان ابوابها ستبقى مفتوحة امام المثقفين والباحثين من مختلف الاتجاهات لنشر ابحاثهم ودراساتهم.