ادب وفن

مدرسة التميمية.. لصديقي وزميل دراستي الأبتدائية، ورفيقي حين كبرنا فؤاد سالم/ ناصر الثعالبي

بهذا الصباح الجميل على شرفة البعد
في صحوة للندى
تحط الحمامات فوق رموشي
فاحسب ان نخيل بلادي تحاورني
فتنساب في داخلي رجفة من حنين
(الحب جرح بالكلب
كل ساع احسن بيه
مرافكني طول العمر
كلما يطيب اجويه)
***
على شرفة البعد تأتي السنون محملة في العتاب
فتحفرايامها في ليالي الغياب
تلم بقاياي
.. ثم تعبر كل المحطات
في مدن الاغتراب
(يالغريب اوياك ...هاك أخذ العيون
خافن لعد الغير .......صدن يكولون)
تطير الحمامات تاركة ريشها في جفوني
وتبدأ راقصة في اضطراب
تطير جفوني مودعة للظلام
فتلحق سرب الحمام
تطارد طيفا هوى من عيوني
وطارد سرب الحمام
وما زال نخل بلادي على شرفة البعد يتبعني
يكفن ما مات مني
فتخضر ذاكرتي

***
هناك على رهبة الصف في المدرسه
,(وفالح 1) في وجهه البض
حلم من الدفئ والعافيه
وشعر طويل
واستاذ (محمود2) لم ينتبه
فأستاذ (محمود ) يربطنا كالخراف
فنتلوا القراءة.. ثم نبكي
لأن( الخروف العنيد لا يعبر النهر)
وأستاذ( محمود) يرغمه للعبور
فنعبر مثل الخروف الى مرحله
****
تحط الحمامات في ساحة المدرسة
و فوق الشبابيك تترك آلامها
ثم تهبط دائرة ..
يا لهذا الحمام الذي لا يلين!
ومن شرفة البعد اهدي سلاماً
(وين رايح وين
المن تدير العين)
وأستاذ (زهرون 3) يرمي سلاماً اخيراً
ليفتح في الشرق مدرسة للأعاجم والمبعدين
***
تطير الحمامات ثانية
فندخل في الملحمة
ونعرف ان الخروف العنيد لا يعرف الأسلمة!
ولكنه في المنافي يعيش على الأوسمة
وبعضاً من الأنظمة
تجهز للموت اشياءها المظلمة
فنغرق في الموجة العارمة
(وفالح) بين الانين و صمت العذاب
يطوف بقلب تمزق خوف الحراب
فأمسى بعيدا
وبين لهاث الحروب
يدون في سره الخاتمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: -فالح : هو فالح حسن بريج (الفنان فؤاد سالم)
2 : -استاذ محمود : هو معلم القراءة الذي علمنا الخوف
3 ؛ استاذ زهرون : هو المندائي الفاضل استاذنا الذي غادرنا في الخمسينيات منتدبا للتدريس في ايران.