ادب وفن

طلال حسن : المبدع الذي نذر عطاءه للأطفال ختامها مسك.. حقاً وصدقاً *

احتفالاتنا الثقافية في مناسبة العيد التاسع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي، التي بدأناها في أواخر آذار الفائت، تبلغ اليوم خاتمتها باحتفائنا هنا بوجه لامع آخر من وجوه الادب والثقافة العراقيين، بابن الموصل والعراق الاصيل، البار والوفي، الاستاذ طلال حسن.
ولكم يسعدنا ان نحيي الاحتفال به في هذه المدينة، في ألقوش العريقة الامينة على العهد، مدينة الوطنية والكفاح الوطني والديمقراطي، مدينة المناضلين الشجعان المتفانين في سبيل الشعب والوطن، وفي الصدارة منهم المناضل الكبير والقائد الانصاري الراحل الرفيق توما توماس- ابو جوزيف.
إننا إذ نتذكر هؤلاء الابطال ونحيي ذكراهم، نتوجه بأطيب السلام واحر التحيات الى ألقوش الطيبة التي انجبتهم، والى بنات وابناء ألقوش الذين احتضنوهم، ومنحوهم الحب والقوة والبسالة، وحفظوا ذكراهم العطرة.. ولا يزالون.
أعود الى المحتفى به، الاستاذ طلال حسن.
سئل في مقابلة صحفية عما دفعه الى التوجه نحو أدب الاطفال، عما جعله هو الذي بدأ في البداية- قبل حوالي نصف قرن- يكتب للكبار، يتحول نحو الصغار وينغمر في الكتابة لهم: قصصاً وروايات وسيناريوهات ومسرحيات. فأجاب مشيراً الى دوافع حقيقية ومنطقية: الى حبه للطفولة، ومعايشته للاطفال اثناء عمله معلماً، وشعوره بالقدرة على التعبير عما يريد من خلال الكتابة للاطفال.
لكن كاتبنا المتعلق بالأطفال لم يشر الى العامل الاساسي في رأيي، الذي يختفي وراء ما اورده من عوامل. واعني بذلك كونه هو نفسه بقي طفلاً، رغم تجاوزه مرحلة الطفولة بعقود وعقود. بقي طفلاً في براءته وعفويته وطيبته، في فضوله واندهاشه وسعة خياله، في حسن طويته وصدقه ونقائه.. صار طفلاً كبيراً، رجلاً بروح طفل، وقلب انسان حار نابض بحب الناس والانسانية.. وفي الصدارة: الاطفال.. اكبادنا التي تمشي على الارض.
بهذا الطفل المتشبث بزمن الطفولة وعالمها، بهذا المبدع الذي نذر نفسه وابداعه للاطفال، واحتل موقعه المتميز بين منتجي ادب الاطفال، وبين كتابنا العراقيين ورموز ثقافتنا عامة، بهذا الانسان الكبير نحتفي اليوم، ونسعد باحتضانه، وردّ جميل ما وهب أطفالنا وثقافتنا اليه..
دامت لك العافية والحيوية عزيزنا الاستاذ طلال حسن.. طال عمرك وامتد ابداعك وعطاؤك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* نص كلمة الرفيق مفيد الجزائري في الاحتفال بالأديب الكبير طلال حسن.