اخر الاخبار

سجون داعش في الفلوجة.. وحشية ما قبل الفرار

المصدر: واشنطن بوست
لم يفصح المنظر الخارجي لثلاثة بيوت متجاورة في حي المعلمين في الفلوجة عن الكثير عند وصول قوة الرد السريع في الجيش العراقي إليها، لكن ما إن فتحت بوابة إحداها حتى تكشفت معالم سجن أعده مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش " لتطبيق عقوباتهم الدامية خلال عامين ونصف سيطروا خلالها على المدينة.
السجن في حي المعلمين وحي نزال، ومعامل تصنيع المتفجرات، إضافة إلى وثائق وأسلحة وغيرها هي بعض مخلفات التنظيم التي تركها مسلحوه قبل فرارهم من المدينة، حسبما قال العقيد الركن هيثم غازي من جهاز المخابرات في قوة الرد السريع في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
يتجول العقيد غازي في البيت الذي حول التنظيم طابقه السفلي لزنازين سدت نوافذها بستائر حديدية، حيث تفوح رائحة سجناء كانوا هناك إلى وقت قريب، ولم يبق من أثرهم سوى أغطية وقطع سجاد مبعثرة قد تدل على عددهم، وحبات تمر متناثرة هنا وهناك كانت طعامهم في يوم من الأيام.
وفي الطابق السفلي، احتجز المقاتلون مساجينهم من أصحاب المخالفات البسيطة من قبيل التدخين أو مخالفة قواعد اللباس، بعد أن فصلت المحاكم الشرعية في أمرهم.
أما الطابق العلوي فخصص للسجن الانفرادي، لتقسم كل غرفة إلى خمس غرف سجن انفرادية ضيقة، مغلقة بجدران معدنية بفتحة صغيرة واحدة للتهوية.
ومن هذا السجن الذي وصفه قائد قوات الرد السريع في المنطقة اللواء ثامر اسماعيل بـ"كنز المعلومات"، خرجت أوامر داعش لتفجير سيارات ملغومة في بغداد بل وفي سورية أيضا.
وتجنبا لرصدهم من قبل الغارات الجوية، حرص مقاتلو التنظيم المتشدد على اتخاذ المنازل السكنية مركزا لسجونهم.
كان السجن فارغا عند دخول قوة الرد السريع إليه، ولم يعرف أحد مصير من اعتقل في هذا السجن، فيما عدا من تبين تنفيذ إعدامهم على عجل قبل دخول القوات العراقية.
وهؤلاء وجدتهم القوات العراقية، في ساحة مدرسة في الجانب المقابل من الشارع، حيث تكدست جثثهم الهزيلة فوق بعضها في حفرة، تعلوها جثة رجل شوه وجهه بمقص مغروز في فمه وآثار النحر على رقبته تشهد على وحشية سجانيه الذين فروا من المكان.