مدارات

المانيا : تدشين احتفالات الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا المجيد

المانيا/ طريق الشعب
في مساء يوم السبت المصادف (الخامس عشر من كانون الثاني ـ يناير 1/18/ 2014) ، افتتحت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا برنامجها الاحتفالي بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا المجيد بحفل خطابي وسياسي وفني أقيم في مدينة أولدنبورغ الألمانية.
حضر الاحتفال ممثلو القوى والاحزاب السياسية الكردستانة، وممثلو الاحزاب الشقيقة والصديقة الالمانية ، ومنظمات المجتمع المدني العراقية العاملة على الساحة الالمانية ، وتوافد عدد كبير من أبناء الجالية العراقية الى قاعة الاحتفال التي زهت بالشعارات الممجدة للذكرى الثمانين والزينة والبالونات الحمراء والنشرات الضوئية ، حيث الدفء العراقي الاصيل ...
ابتدأ المهرجان الاحتفالي الكبيروكانت شاشة بيضاء تتصدر المسرح تعرض الأفلام والشعر الشعبي، وأغاني الحزب تمجده وتمجد شهداءه الخالدين لمدة ساعتين قبل ابتداء الاحتفال، ثم وقف المحتفلون دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب والشعب وشهداء الحركة الوطنية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والعدالة، وبكلمة قصيرة للرفيق (ناظم) عريف الحفل رحب فيها باسم منظمة الحزب بالحضور وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وصدحت حناجر الحضور بأداء النشيد (موطني) والنشيد( الاممي ) فيما اعتلت فرقة الشبيبة العراقية في أولدنبورغ خشبة المسرح ووقف الرفاق والاصدقاء أمامها والجميع ينشد بحماس منقطع النظير .
و الكلمة الأولى كانت لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا، القاها الرفيق (ابو زكي)، عبّر في بدايتها عن شكر المنظمة لجميع الذين لبوا دعوتها لحضور هذا الاحتفال الذي تقيمه على شرف الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا ، ثم استطرد قائلا منذ طلوع ربيع 1934 التمع في افق العراق المستيقظ من سبات القرون امل واعد بغدٍ افضل للملايين المحرومة المكبلة . ففي عام التأسيس وبمبادرة شجاعة من كوكبة مقدامة من الرواد الاوائل , بدأ الشيوعيون العراقيون مسيرتهم بمنشور سري وجريدة تتداولها الايدي خفيًة, ثم تقدم نشاطهم عبر معارك ونضالات وطنية وطبقية واجتماعية.
وتناولت الكلمةالتضحيات الجسيمة التي قدمها الحزب على مدى تاريخه دفاعا عن حقوق الشعب وكرامة الوطن، وركزت أيضا على الدور الكبير والمهم الذي يلعبه الشيوعيون العراقيون اليوم من اجل ان يتخلص بلدنا من ازمته الراهنة التي استنزفت جلّ طاقاته، وجاء في الكلمة تأكيدها كذلك على مواصلة الحزب كفاحه في سبيل تحقيق مشروع الدولة المدنية الديمقراطية باعتبارها الضمان الوحيد في بناء الوطن وتحقيق حرية الشعب واستقراره، داعيا الى استنهاض الهمم من اجل تحقيق اوسع تحالف ديمقراطي لإنجاز هذه المهمة .
ومما يجدر ذكره إن الكلمة ترجمت إلى اللغتين الالمانية والكردية بشكل فوري .
وبعد ذلك ألقى الرفيق مارك گالباس كلمة الحزب الشيوعي الالماني ، حيا فيها الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا، ومؤكدة تضامن الشيوعي الألماني مع كفاح شعبنا من اجل الحرية والديمقراطية.
واعتلى منصة الاحتفال الرفيق فرانک كلاينلينگەر عن اليسار الالماني الذي حيا في كلمته الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا ، مشيرا الى الكفاح المشترك بين حزبينا في سبيل التصدي للحروب مهما كانت أسبابها والارهاب بأشكاله المختلفة ومن أجل حرية الشعوب والحقوق الكاملة للإنسان ، وترجمت كلمته بشكل فوري إلى العربية .
ثم توالت كلمات القوى والاحزابالسياسية والجمعيات المدنية العراقية ، كرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين ، التحالف المدني الديمقراطي ، البيت الايزيدي، المركز الثقافي الايزيدي ورابطة المرأه العراقية في المانيا)، والتي حيّت جميعها الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا، وأشادت بدور الشيوعيين في مساعيهم من أجل انقاذ الوطن من محنته الحالية.
وتُلي بعدها عدد من برقيات التهنئة التي وصلت بهذه المناسبة إلى الحفل ، حيّت وهنأت الشيوعيين وحزبهم وكانت بينها برقية أمير الديانة الأيزيدية تحسين بگ والدكتور صادق البلادي.
كما قرأ الرفيق أبو ثابت قصيدة براءة للشاعر الكبير مظفر النواب، أعقبتها فعالية راقصة لفرقة الشبيبة العراقية في أولدنبورغ مع اغنية الميلاد.
ثم دعا عريف الحفل الرفيقات والرفاق والاصدقاء لإطفاء ثمانين شمعة وقامت فرقة الشبيبة وبمشاركة واسعة من الحضور في فعالية اطفاء الشموع وتقطيع كيكة الميلاد ،ومن ثم صدحت حناجر الحضور مع الفرقة وهي تلوح بالأعلام الحمراء على أغنية ويا ك - - وياك لجعفرحسن .
ثم دُعي الحضور الى تناول طعام العشاء، وتم في هذه الفترةعرض أغاني الحزب لفرقة الطريق وطالب غالي وفؤاد سالم مع قصائد شعر شعبي .
وتخللت الحفل مجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة ، حيث قدم المطرب مالك مع فرقته مجموعة من الاغاني الفلكلورية العراقية والدبكات الكردية والعربية وشارك اغلب الحضور في هذه الدبكات .
وخصصت فقره لشهداء الحزب ابتدأت بعرض قصيدة شيوعين لكامل الركابي على الشاشة البيضاء مع فلمين لشهداء الحزب والانفال ورافق العرض الرفيق ناظم بقراءة قصيدة نثرية باللغة الكردية تمجد شهداء الأنفال تم خلالها توزيع الهدايا المعنوية من قبل سكرتير المنظمة الرفيق أبو كفاح على عوائل الشهداء ،أعقبها توزيع الهدايا الى فرقة الشبيبة العراقية في أولدنبورغ وعددا من الرفاق والرفيقات .
واختتم الحفل بنشيد طريقنا، الذي ردده جميع الحاضرين بحماس منقطع النظير وسط هلاهل وتصفيق متواصل وبمرافقة فيلم معبر عن المسيرة النضالية للشيوعيين العراقيين و رافقتها كذلك كلمات حماسية ألقاها عريف الحفل ، شكر خلالها الحضور والشغيلة وإدارة البيت الأيزيدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة حزب اليسار فرع مدينة اولدنبورغ شمال المانيا بمناسبة احتفالية المنظمة بالذكرى الثمانين
الرفيقات العزيزات
الرفاق الاعزاء
الحضور الكريم،
احيكم باحر التحية و اهنئكم بكل سرور نيابة عن منظمة حزب اليسار الالماني فرع مدينة الدنبورغ الذكرى السنوية ال 80 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي و تحية خاصة منا للرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
نحن نعلم أن الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الشيوعي الأقدم في المنطقة العربية، وله تاريخ و تقاليد عريقة.
نُحي معكم ذكرى العديد من الضحايا و آلاف الشهداء من الشيوعيين الذين قدم حزبكم في العراق و الذين قتلوا بسبب معتقداتهم السياسية من قبل نظام صدام حسين.
يتمتع الحزب الشيوعي العراقي بتقديرنا و احترامنا الخاص لأنه هو من الأحزاب القليلة في المنطقة التي ليس مبني على اعتقاد قومي او مذهبي طائفي، بل مبني على معتقدات أممية.

و لذا في العراق والمنطقة العربية بأكملها والتي تجتاحها الحروب منذ عقود، لم تقيم بشكل صحيح و باعتقادنا ان الناس المعنيين و المشاركين و المسببين لهذه الحروب هم من حمل و يحمل الفكر القومي او المذهبي الطائفي .
ونحن نعلم أن حزبكم حمل القيم الديمقراطية والحريات المدنية والتقدم الاجتماعي و المساوات في برنامجه، ونحن متأكدون من أن نضالكم سيعطي ثماره في النهاية. عالم خال من الاستغلال والاضطهاد، من دون حرب وفقر هذا هو هدفنا المشترك.
لكن الوضع الحالي في منطقكم لا يزال مثير للقلق. هذا الوضع الذي سببته الولايات المتحدة في حربها على العراق بقصد إزالة نظام صدام حسين، إلا و أنها سببت في البلاد وضعا لا سلام ولا استقرار.
النفط كمصدر للثروة كان و يمكن أن يكون نعمة لهذا البلد، لكن نخشى ان تكون المعركة من أجل "الذهب الأسود" ستخلق صراعات جديدة، و هذه الصراعات في النهاية تهدد وحدة البلد وم سلامته. بطبيعة الحال، فإن شركات النفط العالمية هي السبب في تلك المخاطر، ولكن بعض القوى السياسية داخل البلد هي ايضا من تمثل مصالح معينة و لها منافع في هذا الصراع.
الوضع لا يزال أكثر تعقيدا عندما ينظر المرء إلى الوضع في البلدان المجاورة للعراق. الشعب السوري يعاني من الحرب الأهلية التي لا تنتهي أبدا، وذلك لأن كلا الطرفين بنفس القدر من القوة وكلا الجانبين على ما يبدو غير قادر أو غير راغب في الدخول في التسوية العادلة.
ويدعو حزبنا الحكومة الاتحادية الالمانية على ان تدعم و بقوة المؤتمر الدولي المزمع تشكيله لحل القضية السورية. هناك عينت شروط مسبقة، بغض النظر عن الجانب الذي يطرح هذه الشروط ، من يجعل شرطا لاستقالة الأسد، على الرغم من التظاهر بالاستعداد للتفاوض، ولكن يرفض التفاوض بشكل واضح بالتمسك بهذه الشروط.
الخطة و الفكرة المشتركة من قبل روسيا والولايات المتحدة في مبادرتهما للانتقال للحل السياسي حصل على إجماع أكثر وأكثر بين الأطراف المعنية في الصراع. وقد أعلنت كل من المعارضة السورية في المنفى و تحالف المعارضة السورية والرئيس الأسد استعدادهما للمشاركة.
نحنو نقول: يجب على الحكومة الاتحادية الالمانية ان تدعو و تركز في الاجتماع المقبل على الدعوة لوقف إطلاق النار، وبالتالي إنهاء العنف والاتفاق على ايصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا واللاجئين السوريين. ضروريا ايضا لنجاح مؤتمر جنيف هو مشاركة ممثلي المجتمع المدني السوري، أي على وجه الخصوص المعارضة السورية الغيرعنيفة.
الاستقرار السياسي في شبه الجزيرة العربية، لا يمكن يهدء إلا إذا ازيل الاضطهاد و المعانات التي طالت لعقود على الشعب الفلسطيني، و في النهايته يتمكنو الفلسطينيين من ممارسة حق تقرير المصير و تاسيس الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية خالية من المستوطنات الإسرائيلية. قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن يمكن اعتباره المبدأ التوجيهي لهذا الغرض. لكن السياسيين في إسرائيل تجاهل هذه القرارات الى الأن.

هناك أيضا أمل ، كما رحب به ايضا حزبكم على حصول التوافق الدولي على البرنامج النووي المثير للجدل في ايران خاصة بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديدهناك، و حصل تقدم في الاتفاقات التي جرت في الفترة الاخيرة . باعتقادنا ان الحل الأساسي لهذه المشكلة ان تقر جميع الدول بما فيها إسرائيل في المنطقة التخلي عن الأسلحة النووية، وتكون هذه الدول على استعداد تام للسماح بالتفتيش للمفتشين الدوليين .
الأزمة العالمية في الدول الرأسمالية التي تحركها الاسواق المالية لم تنته بعد. لكن سوف تأتي الحلول عندما تجد الأحزاب التقدمية مثل حزبكم بالعمل جنبا إلى جنب لتكون اقوى قوة لفرضها القواعد الدولية التي سحقتها قوة الرأسمال المالي و تحقيق رفاهية الإنسان و بناء نظام اقتصادي-اجتماعي دولي مبني على العدالة و المساوات . لذلك لا يزال لدينا الكثير و يجب علينا أن نتحرك و نعمل معا.
و السلام و عليكم و شكرا لحسن اصغائكم،