مدارات

الشيوعي العراقي يكرم رائدات الحركة النسوية العراقية / طه رشيد

بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي جرى الاحتفاء بمناضلة من الرعيل الاول، من رائدات الحركة النسوية العراقية، الا وهي الرفيقة نجية حسين الساعدي ( ام بشرى ) ابنة الشهيد حسين الشيخ مهدي الساعدي الذي اعدم عام 1953 على ايدي جلاوزة النظام الملكي البائد نظرا لمواقفه الطبقية والوطنية .
جرى الاحتفاء يوم امس على قاعة "جمعية الثقافة للجميع"، بحضور سكرتير الحزب الرفيق حميد مجيد موسى وعدد من اعضاء اللجنة المركزية وحضور عدد كبير من النسوة الناشطات ومن الشيوعيين واصدقائهم. افتتحت الرفيقة الشابة سمارة الحفل بكلمة ترحيبية رقيقة اشادت فيها بالدور الريادي للمحتفى بها ولرفيقاتها اللاتي ضحين من اجل ان يكون الوطن حرا والشعب سعيدا. بعد ذلك عزف النشيد الوطني ووقف الحاضرون دقيقة حداد على ارواح الشهيدات والشهداء من الحزب والشعب.
كانت الكلمة الاولى للحزب القاها عضو المكتب السياسي الرفيق رائد فهمي ( نص الكلمة في مكان آخر من الصفحة) والتي اشاد فيها بالرفيقة أم بشرى، وبدورها النضالي في الحركة النسوية منذ ما يقارب الستة عقود. اما عن دواعي الاحتفاء بالرائدات في الحركة النسوية فقد قال :
"احتفاؤنا بالرائدات انما هو تعبير عن نظرة حزبنا إلى قضية المرأة وعن الموقع المركزي الذي تحتله في مجمل نضاله. فالمرأة في ظل الانظمة الاقتصادية الاجتماعية السائدة في عالمنا اليوم، وخصوصا في البلدان الأقل تطوراً، تعاني من ظلم واضطهاد مزدوجين، الأول بسبب الاستغلال المضاعف والتمييز السلبي في المعاملة في مجال العمل مقارنة بالرجل، والآخر نتيجة التقاليد البالية والمُذِلَة لكيانها والنظرة الدونية لها التي تبعدها عن المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع.. "
وحيت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل المحتفى بها بكلمة اشارت فيها الى ان ام بشرى تعتبر " من الرعيل الاول للنساء اللواتي نذرن انفسهن من اجل قضايا الشعب والوطن وقضية المرأة بشكل خاص حيث الخطوات الاولى الثابتة صوب التحرر والمساواة متطلعة نحو آفاق مستقبلية مرتبطة بالنهوض بواقع المرأة العراقية والسمو بمكانتها الانسانية ".
ثم القت الرفيقة كوريا ( ام فرات) كلمة بعثت بها الرفيقة نوال ناجي يوسف لتحيي من خلالها الحزب والنساء جميعا والمحتفى بها الرفيقة (أم بشرى).
بعد ذلك قرأ الشاعر رائد الاسدي قصيدة شعبية حيا فيها نضال المرأة العراقية وصمودها البطولي بوجه المحن.
وجاء دور ام بشرى لتعتلي المنصة برفقة رفيقتها الناشطة النسوية والكاتبة سافرة جميل حافظ التي حيت بتقديمها شجاعة ام بشرى ومواصلتها النضال من اجل مصلحة شعبها، وتحرر المرأة وتقدمها.
وتحدثت ام بشرى عن ذكرياتها منذ وصولها الى العمارة وهي طفلة صغيرة ولحين اشتداد عودها ودخولها معترك الحياة النضالية ومرورها بسجون ومعتقلات عديدة كان آخرها عام 1979 قبل ان تغادر العراق وليومنا هذا .
كانت هناك شهادة طريفة من عضو مجلس محافظة بغداد الرفيق فرحان قاسم حيث تحدث عن لقائه بأم بشرى حين وصل الى بلغاريا في مطلع السبعينيات ملتحقا بدورة حزبية وقال بان "ام بشرى كانت تمثل بالنسبة لنا الاخت والام والمعلمة ".
اعقب ذلك شهادة من الرفيقة بشرى ابنة المحتفى بها شاكرة الحضور والحزب على هذا التكريم ومشيرة الى فخرها بوالدتها وبنضالها طيلة ستين عاما من اجل شعبها ووطنها .
وكان مسك الختام مجموعة من الاغاني قدمتها فرقة السلام بقيادة الفنان ستار الناصر واداء الفنانة ذات الصوت الجميل يمام .
وقدم في النهاية الرفيق سكرتير الحزب حميد مجيد موسى باقة ورد وشهادة تقديرية الى ام بشرى كما قدم باقة ورد للرفيقة سافرة جميل حافظ . وتلقت ام بشرى باقة ورد من مرشح التيار الديمقراطي للانتخابات البرلمانية المقبلة الرفيق جاسم الحلفي وباقة ورد سلمتها الرفيقة شميران مروكل باسم رابطة المراة العراقية .