مدارات

"واشنطن بوست": بولندا استلمت 15 مليون لقاء سجون التعذيب / رشيد غويلب

نشرت جريدة "واشنطن بوست" في عددها الصادر الخميس الفائت تقريرا بعنوان "التاريخ السري لسجون وكالة المخابرات المركزية في بولندا"، ويشير التقرير إلى تلقي المخابرات البولندية 15 مليون دولار في عام 2003 ثمنا لتحويل مركز التأهيل التابع لها الى سجن تمارس فيه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعذيب المعتقلين المتهمين بالإرهاب بعد اختطافهم.
وتم نقل المبلغ حينها، عبر البريد الدبلوماسي للسفارة الأمريكية في وارشو، لتجنب المعاملات المصرفية المعتادة، ومن هناك سلم المبلغ من قبل عملاء المخابرات المركزية الأمريكية الى نائب رئيس المخابرات البولندية مباشرة. وتعليقا على الحدث يقول جوزيف بيونور، العضو السابق في لجنة البرلمان الأوروبي المختصة، بغضب: إذا ما صحت هذه المعلومات فإنها تمثل "فضيحة من الطراز الأول، إنهم يبيعون حقوق الإنسان مقابل حفنة من الفول السوداني". وأدان بيونور صمت المؤسسات السياسية الرسمية في بولندا وكذلك المراوحة وتأجيل التحقيقات من قبل?مكتب المدعي العام البولندي، لمدة خمس سنوات، وعدم التفاعل مع القضية المقامة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.
وأسرع رئيس الوزراء دونالد تاسك للتصريح، وكأنه مراقب للحدث وغير معني به: "آمل أن لا تكون هناك عمليات تمويل غامضة من قبل وكالات مخابرات أجنبية على الأراضي البولندية"، ومن جانبه نفى رئيس الحكومة البولندية السابقة ليزيك ميلر من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، نفى الادعاءات.. "لا علم لي بهذه الأموال"، وكان رئيس الوزراء السابق، أنكر مرارا وجود سجن سري لوكالة المخابرات المركزية في شمال شرقي بولندا.
وأعلن المتحدث باسم الادعاء العام في مدينة كراكوف عن الاستفادة من هذا التقرير وتقييمه في عمليات التحقيقات الجارية. ان هذه التحقيقات جارية منذ سنين، دون نتائج تذكر. وبالضد من ذلك، فمن المعروف، ان التحقيقات الجارية مع أفراد مختطفين توجه لهم تهمة الانتماء الى القاعدة، قد بدأت في الخامس من كانون الأول عام 2002. وقتذاك حطت طائرة غولفستريم –جات أمريكية تحمل الرقم N63MU في مطار Szczytno-Szymany الصغير في شمال شرقي بولندا.
وهبط من الطائرة 7 أشخاص، وكانوا ربما ستة من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية وسجينهم، استقلوا سيارة ذات زجاج معتم اختفت بهم على الفور. لقد قطعوا 22 كيلومترا حتى وصلوا قرية ستاري كياجكوتي الصغيرة، حيث يقع مركز التأهيل المهني للمخابرات البولندية، والذي استخدمته، كما تشير المعلومات المخابرات المركزية الأمريكية، حتى نهاية عام 2003، كسجن للتعذيب.
وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن، افتتحت وكالة المخابرات المركزية سجون سرية في أنحاء متفرقة من العالم، لاعتقال المتهمين بالإرهاب، اللذين يتم خطفهم بطريقة غير شرعية، ودون قرارات قضائية، ولا يعرف العدد الدقيق لهؤلاء سوى خاطفيهم. وأشارت وسائل الإعلام البولندية الى أسماء بعض البلدان الأخرى، التي استخدمت أراضيها في تعذيب المتهمين بالإرهاب، مثل رومانيا، المغرب، وليتوانيا. وطالبت تعليقات نشرت على الانترنيت بعدم تكرار هذه الفضيحة.