مدارات

حزب اليسار الأوروبي: سويةً نكون أقوى / رشيد غويلب

استضافت العاصمة الايطالية روما في الفترة 8 9 شباط الجاري الاجتماع الاول لقيادة حزب اليسار الاوروبي، بعد مؤتمره الرابع، الذي انهى اعماله منتصف كانون الاول الفائت في العاصمة الاسبانية مدريد. وركز الاجتماع على مناقشة حملة الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبي (23-25 ايار) 2014، و ترشيح الكسيس تسيبراس كمرشح لليسار الأوروبي لرئاسة المفوضية الأوروبية، وامكانية تشكيل قائمة مشتركة لليسار الإيطالي لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي.
لقد أصبح رئيس حزب اليسار اليوناني الكسيس تسيبراس، الذي يقود المعارضة البرلمانية في البرلمان اليوناني، ليس رمزا لمقاومة حزم التقشف واللجنة الثلاثية (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الاوروبي،والمفوضية الاوروبية) ، وانما رمزا لحقيقة وجود وسائل اخرى للخروج من الأزمة ايضا، وإعادة وضع توجهات أساسية لأوروبا. ويمكن ان يؤدي اتفاق قوى اليسار الايطالي، المنقسم على نفسه، على ترشيح تسيبراس، الى امكانية دخولها الانتخابات القارية بقائمة موحدة. وعشية انعقاد الاجتماع التقى تسيبراس بمئات من المثقفين الايطاليين، وممثلي المجموعات اليسارية، وناقش معهم امكانية تشكيل قائمة موحدة لليسار، تدعم ترشحه لمنصب رئاسة المفوضية الاوروبية. ويحظى تسيبراس يدعم شخصيات معروفة و مؤثرة في اليسار الايطالي.
وشدد بير لوران السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، الذي اعيد انتخابه لرئاسة حزب اليسار الاوروبي في المؤتمر الاخير، شدد على ضرورة الاستفادة من الانتخابات الاوروبية لإطلاق موجة احتجاجات ضد سياسات التقشف، ولتشكيل حركة للتضامن بين الشعوب: " يجب أن يتضمن برنامجنا مقترحات جريئة، تحدد الاتجاهات الرئيسية للتحول الى النموذج الذي نريد: أوروبا حرة وديمقراطية وتضامنية. وأنا مقتنع بأن التوجه على أساس هذه الأهداف خلال الحملة الانتخابية، واعداد قوائم المرشحين، وغيرها من المحطات يمكن ان يوحد بشكل دائم جميع القوى العاملة اليوم لإيجاد حل للأزمة لصالح قوى التقدم".
وسينظم حزب اليسار الاوروبي بالتعاون مع مؤسسة "تحول" التابعة له، في 10 نيسان المقبل، في العاصمة البلجيكية بروكسل، مؤتمرا كبيرا حول مشكلة المديونية. يشارك فيه اقتصاديون، نقابيون، ممثلو الحركات الاجتماعية، وممثلو حزب اليسار الاوروبي. وسيناقش المؤتمر سبل مستدامة للخروج من الازمة، والخروج ببدائل ملموسة لطريق اوروبي. وبهذا الخصوص قال لوران ان المؤتمر سيشرح : " كيفية اعادة هيكلة الديون، والغاء قسم منها، و امكانية تطوير اجابة تضامنية على الصعيد الاوروبي". وتحدث عن " مقترح للقطيعة"، يفتح طريقا تضامنيا للخروج من الازمة لا يستثني اي من البلدان المعنية".
والى جانب التقارير المفصلة عن اوضاع بلدان القارة المختلفة، اجتمعت مجموعة العمل الخاصة ببلدان اوروبا الشرقية، والمشكلة حديثا، لمناقشة الوضع في اوكرانيا. وقررت مجموعة العمل ارسال وفد من الحزب الى أوكرانيا للحديث مع الأحزاب والنقابات وكذلك منظمات الشبيبة والنساء، لتكوين صورة مستقلة خارج ثنائية التبسيط "أوروبا أو روسيا" كسيناريو مستقبلي محتمل لأوكرانيا.
وتضمن برنامج العمل نقطة هامة تتعلق بمحاولات القوى المحافظة في اسبانيا، توظيف الازمة للتراجع عن الحقوق والمنجزات، التي حققتها الحركة النسوية في العقود الماضية، ومنها حق النساء في الاجهاض. ممثلات عن الحزب الشيوعي الاسباني، واليسار الاسباني المتحد، قدموا تقارير و معلومات بشأن الحملة التي تنظمها قوى اليسار ضد هجوم الحكومة اليمينية الاسبانية على حقوق النساء. ورحبت القيادية الشيوعية الاسبانية، ونائبة رئيس حزب اليسار "مايتي مولا" بحملة التضامن، التي بدأت في اوروبا، وحذرت من أن تمرير خطوات التراجع في احد البلدان، سيتوسع ليشمل بلدان ومجالات اخرى. وبعد ذلك جرت مناقشة معمقة، واحيانا متعارضة، بخصوص وضع استراتيجيات اوروبية للدفاع عن حق النساء بتقرير مصيرهن.
وخصص اليوم الثاني من الاجتماع لمناقشة خطة عمل سنوية تتجاوز الحملة الانتخابية، تضمنت تنظيم الجامعة الصيفية للحزب في الفترة 23 / 27 تموز في العاصمة الالمانية برلين، وشكلت لجنة ستبدأ عملها هذا الاسبوع لوضع البرنامج.
وسيشهد شهر تشرين الاول المقبل لقاء البرلمانيين اليساريين. ما عدا ذلك اقر الاجتماع تنظيم مؤتمر سنوي للقوى البديلة، لتوفير امكانية لتبادل وجهات النظر المنظم بين هذه القوى والحزب.
وسيعقد في نهاية العام الحالي، مؤتمر كبير لأحزاب ومنظمات اليسار في بلدان البحر المتوسط في تونس.