مدارات

عبد الوهاب الحسك: " سعيد بانتخابي الحزب الشيوعي علناً" / فهد الصكر

على أعتاب سفره الحياتي ، وهو يدنو بثقة من عامه التسعين، تتسع ذاكرته لعالم من الذكريات التي تختزن محطات من مدونات ونضالات الحزب الشيوعي العراقي، وبعض الرفاق الذين رافقوا درب المعاناة من أجل رسم صورة لمستقبل العراق.
هو المناضل عبد الوهاب الحسك الذي أتسعت عيناه بهجة وهو يقول " كنت سعيدا لأنني بقيت حيا لأنتخب الحزب الشيوعي العراقي بشكل علني". واضاف: أنا مطمئن للرفيق حميد مجيد موسى ورفاقه لقيادتهم الحكيمة ورسمهم سياسة للحزب تحتضن الواقع العراقي، ونظرتهم المستقبلية الواثقة الى عراق يعيش حرا .
ويستذكر الحسك فترة أعتقاله بعد انقلاب 8 شباط 1963 المشؤوم قائلاً: على اثر ذلك اليوم الاسود في تاريخ العراق الحديث تم التحرك من قبل انقلابيي شباط على تنظيمات الحزب وأعتقال العشرات من مناضليه وتصفية الكثير منهم جسديا. وقد أعتقلت يوم 20 شباط في دائرتي " (مصلحة المبايعات الحكومية) حيث كنت أعمل بدرجة معاون مدير. وكانت المحطة الاولى في سجن وزارة الدفاع، حيث كان يحقق معنا آنذاك مدير أستخبارات وزارة الدفاع عبد الرزاق الاسود. وبعد اسبوعين من الاعتقال تم نقلي الى سجن سرية الخيالة، وكان معي حينها وزير الشؤون الاجتماعية في العهد الملكي وقائد القوة الجوية سامي عبد الفتاح، وكذلك عبد الكريم الجدة وقاسم الجنابي، الى جانب رموز سياسية أخرى لا تحضرني أسماؤها. ويبدو ان نقلي الى هذا المعتقل كان نوعاً من التعبير عن الاحترام لحسن سيرتي وأخلاقي ونزاهتي، وهذه ليست صفاتي وحدي بل هي صفات كل الشيوعيين. وقد بقيت معتقلا لغاية 30 تموز من عام 1963، حين اطلق سراحي وبقيت مفصولا من الوظيفة.
ويستدرك الحسك: بعد اطلاق سراحي عملت محاميا وخبير شؤون اقتصادية، وبقيت علاقتي بالحزب مستمرة، وكانت الجريدة تقرأ كمنشور سري،بمعنى بقيت الصلات الحزبية مع الرفاق متواصلة، وكان مسؤولي آنذاك الرفيق حميد حسين الناصر مدير عام جمعية التمور، وكان الاتصال فرديا خشية العيون السرية التي تتابع أدنى سكناتنا .
ويشير الحسك الى انه بقي مفصولا حتى العام 1968 حين صدر أمر باعادة جميع المفصولين الى وظائفهم، وتمت أعادتي بدرجة معاون مدير عام في دائرة الاستيراد والتصدير.
وشدد الرفيق عبد الوهاب الحسك على ضرورة التأكيد من خلال برامج الحزب الانتخابية على القضايا التي تمس شرائح المجتمع كافة مثل الأمن،السكن، البطاقة التموينية، التعليم، مع الحاجة الى ابراز الطاقات الشبابية من خلال الاحتفالات الجماهيرية. كما طلب اعادة طبع الحوارات المنشورة مع قياديي الحزب على شكل كراريس، لتكون مرجعا لكل من يريد ان يطلع على سياسة الحزب وآرائه في قضايا وهموم الشعب.