مدارات

المرأة العراقية تواصل النضال لنيل حقوقها / لويس العمار

العقود الطويلة من القهر والتهميش للمرأة ودورها في المجتمع العراقي، لم تمنع من بروز شخصيات نسوية أثرت مختلف ميادين العلم و الثقافة و الأدب والفن بمنجزها الإبداعي, و ساهمت بنتاجها في جعل الحياة أكثر إشراقا وجمالا انطلاقا من خصوصيتها و إيمانها بذاتها وإدراكا و وعيا بدورها في تغيير الواقع نحو الأفضل.
الناشطة النسوية هالة عبد الرضا أكدت أن المرأة العراقية لم تنل كامل حقوقها المشروعة حتى الآن كشريك للرجل في صناعة المستقبل, بل أن محاولات تهميش المرأة مستمرة، ولا تقتصر على العرف الاجتماعي وإنما أخذت منحى خطير يتمثل في سلوك بعض الشخصيات الرسمية في السلطة و التي من المفترض بها أن تمهد الطريق للمرأة للعب دور اكبر بعد التغيير في 2003، بما لا يليق بالمرأة ككيان أنساني و إمكانيات لا تقل عن الرجل.
وبينت عبد الرضا أن صمود المرأة العراقية وسط هذه الظروف و جميع هذه المعطيات إنما هو جزء من نضالها الطويل في طريق نيل الحقوق المشروعة وإعادة هيبة ومكانة المرأة إلى مكانتها الحقيقية.
و اشارت شذى عبد الوهاب، وهي ناشطة في المجتمع المدني، إلى خصوصية المرأة العراقية التي تميزها عن غيرها من نساء العالم، لتعدد أدوارها الاجتماعية فهي الأم والأب والعاملة المعيلة لأسرتها في وقت واحد نتيجة للظروف العصيبة التي مرت بها منذ سنوات طويلة ابان الحروب و الحصار الاقتصادي وصولا إلى يومنا الحاضر و تسيد الإرهاب على الشارع العراقي وما خلفه من مآس تحملتها المرأة بصبر قل نظيره بين نساء العالم الأخريات.
وتمنت عبد الوهاب أن تعود الابتسامة إلى شفاه المرأة العراقية وان تحصل على كامل حقوقها في الحياة كونها لا تقل شانا و مكانة عن نظيراتها في دول العالم المتحضر.
الشابة هند الطائي قالت لـ"طريق الشعب": مر قبل ايام عيد المرأة العالمي, و في العراق عادة ما يقتصر العيد على إقامة الفعاليات والندوات الخاصة بالمناسبة دون الوصول إلى مكامن الأثر في هذه الاحتفالات، مؤكدة أنه من المفترض أن تتحول هذه الفعاليات والاحتفالات إلى مسيرات تقودها النساء الناشطات للمطالبة بجدية بحقوق المرأة والضغط باتجاه إنصاف المرأة التي عانت و لا زالت تعاني التهميش و الإقصاء.
وترى الطائي أن القوى المدنية الديمقراطية هي وحدها من يدعم مطالب المرأة اليوم في إقرار حقوقها الكاملة, مضيفة: لذلك أدعو جميع النساء إلى مساعدة أنفسهن للوصول إلى حقوقهن المشروعة من خلال التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة لصالح قائمة القوى السياسية التي تؤمن بالمرأة كشريك للرجل لها نفس الحقوق و عليها نفس الواجبات.
تقول أم زهراء ( موظفة ) : أن مواصلة النضال لنيل الحقوق على كافة الصعد ينبغي أن يكون انطلاقا من الفعاليات والاحتفالات بعيد المرأة لإقرار أحقية المرأة في حياة كريمة بعيدا عن الانزواء خلف حجب العادات و التقاليد الاجتماعية المتخلفة التي جعلت المرأة كائنا مسلوب الإرادة و تابعا للرجل بشكل سلبي . أم زهراء أطلقت " هلهولة " أخرى بنكهة عراقية جميلة لكل نساء العالم وهن يحتفلن بيومهن العالمي .
مواقف النساء متباينة و تحديدا الناشطات النسويات اللواتي عبرن عن خيبة امل شديدة بسبب ان عيد المرأة العالمي هذا العام تزامن مع اقرار قانون الاحوال الشخصية الجعفري غير المنصف للمرأة. وتجد ناشطات وقانونيات ان القانون فيه الكثير من الدونية للمرأة لاسيما فيما يتعلق بتزويج القاصرات في سن التاسعة او دونه. فاضطرت العديد من المنظمات النسوية اعلان الحداد لحين إلغاء مشروع القانون الجعفري الذي يجدنه ايضا يكرّس للحالة المذهبية في العراق والخشية من ان تلجا طوائف أخرى الى إعداد صيغ لقوانين مماثلة له.