مدارات

أحزاب شيوعية ويسارية تناقش موضوعة "الأحزاب والمجتمع الجديد" / رشيد غويلب

في الفترة من 27 - 29 اذار الفائت، التأمت في العاصمة المكسيكية الطاولة المستديرة الـ 18، التي ينظمها سنويا حزب العمل المكسيكي. وشارك في اعمال الدورة التي عقدت بعنوان "الأحزاب والمجتمع الجديد"، 210 حزب ومنظمة يسارية يمثلون 37 بلدا، وبلغ عدد المندوبين المئات منهم 330 يمثلون الاحزاب والمنظمات المكسيكية.
والى جانب قوى اليسار في امريكا اللاتينية، شارك في اعمال المؤتمر احزاب شيوعية ويسارية من اوربا ومناطق اخرى من العالم منها: حزب اليسار الأوربي، الحزب الشيوعي الفرنسي، حزب الشغيلة التقدمي القبرصي "اكيل"، الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، الحزب الشيوعي الألماني. ولأول مرة اشتركت جمعية اليسار الماركسي، وهي جمعية اسسهها اخيرا مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي الالماني بالتعاون مع شخصيات ماركسية اخرى، كاطار للحوار والبحث بعيدا عن الانتماء الحزبي لاعضائها.
وكانت العديد من البلدان الآسيوية ممثلة بوفود كبيرة في الملتقى مثل الصين، فيتنام، وكوريا الشمالية، فضلا عن تمثيل العديد من البلدان التي تحكمها احزاب شيوعية، او تحالفات يسارية بسفرائها في المكسيك. وهذا يؤشر سعة علاقات الحزب المضيف والانفتاح والتنوع الفكري والسياسي، الذي تمتاز به اعمال الفعالية.
والى جانب المحاور التي تناقش - توفر الفعالية فرصة للقاءات الثنائية بين الوفود المشاركة ولتنسيق اعمالها المشتركة، وخصوصا احزاب ومنظمات البلدان المتجاورة. وللمرة الاولى تلتقي شبيبة احزب يسارية في امريكا اللاتينية بشكل منفصل، بهدف بناء شبكة الشباب اليساري. وعلى هذا الطريق ستنظم شبيبة حزب العمل المكسيكي ملتقى في الفترة 25 - 26 نيسان المقبل.
وكل ما تقدم يؤكد بشكل واضح جدا اهمية الطاولة المستديرة ، التي تعتبر الى جانب منتدى ساو باولو السنوي الإطار الأهم للحوار وتبادل المعلومات بين قوى اليسار في أمريكا اللاتينية. ولخص الأرجنتيني خوليو غامبينو ذلك قائلا: "هذا هو المكان المناسب لمناقشة الوضع العالمي، وتبادل الرؤى بشأن الوضع المحلي في أمريكا اللاتينية، ووضع منهجية لحلول اليسار المتعددة".
وقدمت خلال ثلاثة ايام 120 مساهمة، وبهذا كان البرنامج مزدحما بالمساهمات، وضاقت قاعة الجلسات بالمشاركين، ولهذا توصل المشاركون الى مقترحات ملموسة بشان اعتماد نظام ورشات العمل في الدورة المقبلة. وتم نقل وقائع الجلسات عبر مواقع الانترنيت، كما نقلتها احدى قنوات التلفزيون الصيني.
وتضمن البرنامج المحاور الرئيسية التالية:
1- الأزمة العالمية: الصراع حول مصادر الطاقة والمواد الخام الاخرى
2- وضع تقييم ودراسة افاق عمليات التكامل الاقليمية. التفاعل مع المشاريع الوطنية البديلة. سلطة الشعب والتكامل الاجتماعي.
3 - قضايا التنمية الاقتصادية: عمليات تغيير توازن القوى العالمية والمشاكل الجيو- سياسية. مشاكل الاستعمار والاستعمار الجديد.
وركز المتحدثون في المحاور الثلاثة باستمرار على قضيتين آنيتين هما: الوضع في اوكرانيا والصراع حول شبه جزيرة القرم، والاحداث الجارية في فنزويلا.و تم التأكيد على أهمية وجود حكومة يسارية في هذا البلد، وعلى استمرار التجربة البوليفارية من أجل التنمية في أمريكا اللاتينية.
وفي كلمة الافتتاح شدد المنسق الوطني لحزب العمل ألبرتو غوتيريز أنايا على الدعم الواسع للمشاركين للحكومة الفنزويلية بزعامة نيكولاس مادورو ضد أعمال العنف التي تقوم بها المعارضة في الداخل وتصرفات مؤيديهم في الولايات المتحدة قائلا: " سوف تفشل محاولة الانقلاب في فنزويلا. والمشروع البوليفاري في فنزويلا سيستمر ، يعيش هوجو شافيز، وسوف يفوز! ".
وتناول الرئيس الهنداروسي مانويل زيلايا، الذي تمت ازاحته بانقلاب في مساهمته ايضا الوضع في البلد اللاتيني الشقيق.واستنادا الى تجربته في الهنداروس ذكر بان" التصعيد السري الذي يمارسه اليمين في قارتنا اللاتينية ، تمارسه اشد الاوساط اليمينية رجعية والمدعومة من الصقور في واشنطن".
وركز المتحدثون في المحور الاول على العلاقة بين محاولة ارجاع عقارب الساعة الى الخلف والصراع على منابع النفط والغاز. وكون الامر لا ينحصر في فنزويلا، هذا ما توضحه الأحداث الجارية حول شركة النفط المكسيكية المملوكة للدولة بيميكس (خصخصة قطاع الطاقة، وفتح إنتاج النفط للشركات الأجنبية). وبهذا الخصوص طالب ألبرتو غوتيريز أنايا و وهيرون اسكوبار من حزب العمل في ورقتهم المشتركة بـ" استراتيجية مشتركة وملحة لليسار قادرة على مواجهة امكانية تحويل المكسيك الى محمية جديدة للولايات المتحدة، وتوجيه هذه العملية بالاتجاه المعاكس?.
وكانت مشاركة أليدا جيفارا مارس، ابنة الثوري الاسطوري ارنستو تشي جيفارا في اليوم الثاني، واختتامها لكلمتها بمقاطع من اغنية معروفة للفنان الشيلي فكتور جارا، تدعو الى النضال المشترك العادل لشعوب امريكا اللاتينية، لحظة ذروة عاطفية، قابلها المشاركون بموجة من التصفيق العاصف.
وفي المحور الثاني تناول المتحدثون بالتحليل الانتصارات الانتخابية التي حققها اليسار في السلفادور وشيلي والنتيجة الجيدة التي حققتها قائمة "الجبهة الواسعة في الانتخابات الرئاسية في كوستاريكا. وعدت مؤشرا للانتخابات المقبلة هذا العام في العديد من بلدان القارة ومنها البرازيل وأروغواي.
وكانت المساهمة الرئيسية في المحور الثالث للصحفي والمحلل المكسيكي المعروف الفريدو خليفة رحمة، الذي قدم في ورقته المعونة " العالم في عصر ما بعد القرم" تحليلا ضافيا لخلفية ونتائج الصراع في اوكرانيا منطلقا من رؤية جيو سياسية.
وفي الختام صدرت عن الفعالية قرارات عديدة منها قرار تضامن مع المعتقلين الكوبيين الخمسة والمطالبة باطلاق سراحهم، وقرار ضد بقايا الاستعمار في بورتوريكو، وفي الصحراء الغربية، وللتضامن مع حكومة فنزويلا. وتم تحديد مواعيد واجندة الطاولة المستديرة الـ19 التي ستعقد في الفترة 12 - 14 اذار 2015 .