مدارات

بيان عن الاجتماع الموسع للحزب الشيوعي المصري حول الموقف من الانتخابات الرئاسية

عقدت اللجنة المركزية للحزب اجتماعا موسعا ضم عددا كبيرا من الأعضاء في القاهرة والمحافظات لمناقشة قضية الانتخابات الرئاسية وموقف الحزب منها ومن المرشحين المتقدمين لها .
وكان المكتب السياسى للحزب قد أجرى مناقشات موسعة مع الأعضاء فى عدد كبير من المناطق الحزبية في الفترة السابقة على عقد هذا الاجتماع .حيث تبين من خلال النقاش الديمقراطي وجود عديد من الاتجاهات ووجهات النظر بين صفوف أعضاء الحزب حول كلا المرشحين الأساسيين ، كما كانت هناك وجهة نظر عبرت عنها أصوات قليلة تطالب بمقاطعة الانتخابات.
وقد حرص الحزب على عقد هذا الاجتماع الموسع بعد أن تم فتح باب الترشيح واكتمال مشهد الانتخابات الرئاسية. ومن ثم, جرى النقاش في الاجتماع على ضوء اكتمال الصورة السياسية للانتخابات . حيث اتسم بالوضوح وبأقصى درجات الشفافية واحترام الرأى الآخر, وأعطيت الكلمات لأكثر من عشرين من الحضور الذين عبروا عن مختلف الاتجاهات ومختلف المناطق .

وقد قدم عدد كبير من المتحدثين وجهات نظرهم وتحليلاتهم السياسية للوضع القائم ومبرراتهم لتأييد أى من المرشحين الأساسيين (عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ) معبرين عن مواقف الأعضاء في المحافظات التي يمثلونها .
ولقد كشف النقاش عن وجود تباين واضح فى الرؤى بين أعداد كبيرة من أعضاء الحزب حول الاولويات التي يتم على أساسها الاختيار بين كلا المرشحين ورؤاهما المعلنة حتى الآن . وقد ساهم في وجود هذا التباين حقيقة أن البلاد تمر بلحظة فارقة وأن الثورة والوطن يتعرضان لأخطار حقيقية وأوضاع محلية واقليمية ودولية معقدة .
وهو ما حتم في النهاية ضرورة موافقة الاجتماع على التصويت على واحد من اقتراحين :
الاقتراح الأول: ترك الحرية لأعضاء الحزب في التصويت للمرشح الذي يؤيدونه من بين كلا المرشحين المتنافسين .
الاقتراح الثاني: يقضي بالتصويت على اختيار الحزب الانحياز لواحد منهما .

وقد تم إقرار الاقتراح الأول بنسبه 70 % و شارك فى الموافقة على هذا الاقتراح أعضاء من أصحاب وجهات النظر المطروحة .

وقد أكد الحاضرون في نهاية الاجتماع على أن حماية وحدة الحزب والحرص على استمرار نضاله في سبيل تحقيق أهداف الثورة وإنجاز برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية هو الهدف الأساسي لنا في المرحلة القادمة ، وأن معركة الرئاسة رغم أهميتها الا أنها ليست نهاية المطاف ، بل ان هناك معارك كبيرة قادمة ، لا بد من توحيد القوى الوطنية والديمقراطية حولها ، لحسم انتصار الثورة على قوى الثورة المضادة . وأن موقفنا من الرئيس القادم أيا كان اسمه سيتحدد في ضوء مواقفه وتوجهاته العملية ، وعلى أساس مدى التزامه بتحقيق أهداف ومطالب الجماهير الشعبية في ثورتي 25 يناير و30 يونيه .
وأن حزبنا متحالفا مع باقى القوى الوطنية الثورية ، سيستمر فى طليعة هذه الجماهير مناضلا من أجل استكمال تحقيق الأهداف التالية :

أولا: إنهاء التبعية للولايات المتحدة الأمريكية والإمبريالية العالمية والتأكيد على استقلال القرار الوطني ، وترسيخ وتقوية دعائم الوحدة الوطنية .

ثانيا: تحقيق تنمية شاملة مستقلة ومنحازة للفقراء والكادحين ، تعمل على تلبية احتياجاتهم المعيشية وحقوقهم الأساسية فى العمل والعلاج والسكن والتعليم ، والقضاء على الفساد... ومحاكمة اللصوص والفاسدين اللذين نهبوا أموال الشعب .

ثالثا: تحقيق الديمقراطية بمعناها الحقيقي والشامل ، وضرورة اصدار التشريعات التى تؤكد على الحريات الأساسية التي انتزعتها الجماهير بتضحياتها ونضالاتها الثورية ، وضمان مشاركتها الواسعة في صنع القرار ، وضرورة ايقاف الانتهاكات والتجاوزات التى ترتكب بحق الأبرياء من غير المشاركين فى الممارسات الارهابية .
وليكن واضحا للجميع أن الشعب المصرى العظيم الذي استطاع أن يسقط نظامين ويحاكم رئيسين خلال عامين ، لن يسمح بأى حال من الأحوال بعودة نظام مبارك أو نظام الاخوان الارهابيين وحلفائهم . وهو قادر على مواجهة أي رئيس قادم لا يلتزم بالدستور ولا يحقق طموحات الشعب وآماله في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .

الاشتراكية هي المستقبل .. نبنيها معا
12 ابريل 2014