مدارات

احتفال بمآثر السجناء السياسيين الميامين امام سجن نكرة السلمان في صحراء السماوة / طه رشيد

"انهم كوكبة من خيرة ابناء العراق، انهم الشيوعيون الذين كان لهم القيد خلخالا.. انهم الابطال الذين اجترحوا الرفض وعلموا الصخر ابجدية الحب .. واورثوا الصحراء الحكمة والتعاليم والغناء الجميل.. انهم السجناء من ابناء الحزب الشيوعي العراقي، ولانهم حفظوا الحزب وقضية الشعب في بؤبؤ العين وسويداء القلب. فها هو حزبهم العتيد وفي عيده الثمانين يكرمهم باوسمة المجد الخالد".. بهذه الكلمات افتتح الشاعر ابراهيم الخياط الاحتفالية الجماهيرية التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي صباح امس السبت في باحة سجن نقرة السلمان بصحراء محافظة المثنى، على شرف الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب.

وفي الاحتفالية جرى تكريم كوكبة من سجناء هذا السجن الصحراوي الرهيب، كان في مقدمتهم الرفيق الشاعر الفريد سمعان الذي سجن فيه مرتين؛ مرة في عام 1949، والمرة الثانية عام 1963 على ايدي البعث الفاشي، حين زجوه مع خمسمائة من رفاقه في قطار الموت سيء الصيت.
رغم صعوبة الطريق الى قضاء السلمان، وصل الى موقع الاحتفال مئات المواطنين الذين جاؤوا من محافظات مختلفة ومن القرى والقصبات المجاورة لقضاء السلمان، ليحيوا مآثر الشيوعيين وبطولاتهم .
والقى عضو المكتب السياسي الرفيق حسان عاكف كلمة الحزب بالمناسبة( نصها في مكان آخر من هذه الصفحة). ثم جاءت كلمة السجناء الذين رزخوا في هذا السجن، القاها الشاعر الفريد سمعان وكان مما قاله فيها :"لقد سبقني الى هذا المكان رفاق آخرون كان بينهم زكي خيري ومحمد حسين ابو العيس وغيرهم كثر.. لقد تعودت الانظمة الفاشية ضرب الحزب مرارا في محاولة لاجتثاثه، ولكنه كان يعيد البناء من جديد ويتحداهم. هذا المكان شرف للشيوعيين .. لقد اصبح معلما من معالم البطولة .."
وفي حديقة الشعر صدح صوت الشاعر عريان السيد خلف بقصائد استذكر فيها لا سجن النقرة فقط بل كل سجون الأنظمة الفاشية التي تعاقبت على حكم العراق، وبطلب من الجمهور قرأ قصيدته الشهيرة "القيامة" التي تسجل بإتقان جميل احداث الانتفاضة الآذارية 1991.
وساهم الكاتب رضا الظاهر بكلمة مكرسة للمناسبة تحت عنوان "زهرة السلمان" (سننشرها لاحقا على صفحات جريدتنا).
بعد ذلك ساهم مجموعة من الادباء بنصوص مختلفة تخص المناسبة، وهم: حامد فاضل، زهير الرميثي، رياض العلوان، زين العابدين العابدي، مقداد مسعود. وفي الختام وبعد ان وجه مدير الحفل شكر المنظمين والمشاركين والحاضرين الى قائممقام القضاء السيد علي مخلف جبار والى الاجهزة الامنية في المحافظة، قرأ توصية المحتفلين المطالبة بتحويل مبنى السجن الى متحف وطني لتخليد مآثر العراقيين الاصلاء.