مدارات

هل تتجه الكتل الفائزة نحو حكومة أغلبية بمشاركة وطنية / عبير الكناني

رأى مراقبون سياسيون أن الكتل التي تعتقد انها فائزة بالانتخابات البرلمانية الحالية، ستعمل على انتاج حكومة تحمل صفة الأغلبية، في حين تكوينها الداخلي يتصف بمشاركة سياسية تضم جميع المكونات.
وهذا ايضا ما ذهب إليه ائتلاف "متحدون"، أمس الثلاثاء، في تأييده لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بمشاركة وطنية من دون استبعاد أية جهة، ففيما اعتبر الأغلبية التي يتكلم عنها رئيس الوزراء "استبعادا" للكتل الرئيسية، أكد قدرة "متحدون" على تشكيل تحالف عابر للطائفية والقومية.
وفي حديث لــ "طريق الشعب"، أمس الثلاثاء، قال المحلل السياسي قاسم حنون إن "طرح بعض الكتل لموضوع الأغلبية السياسية خصوصاً من قبل ائتلاف دولة القانون ليس وليد اليوم، بل منذ فترة طويلة سبقت الانتخابات"، لافتا إلى أن "دولة القانون يواجه تحديا في تحقيق أغلبية سياسية بسبب فتور في العلاقة مع التحالف الكردستاني ومتحدون وكتل أخرى".
وأضاف حنون أن "تشكيل حكومة الاغلبية، يتطلب من ائتلاف دولة القانون الحصول على تأييد حلفائه في التحالف الوطني، وهؤلاء لديه متصورهم وغاياتهم الأخرى".
بدوره، رأى مشرق عباس الكاتب والصحفي إن "الخريطة السياسية الجديدة التي أنتجتها الانتخابات تبين إن الذهاب إلى أغلبية سياسية بسيطة تثير الكثير من المخاطر على مستقبل البلد، والواضح إن القوى السياسية التي كانت تتبنى موضوع الأغلبية السياسية كشعار،بدأت اليوم تغير هذا الموقف، ومن ضمنها ائتلاف دولة القانون الذي بدأيتحدث عن مرحلتين؛ ربما لم تشكل الأغلبية السياسية، لكن القبول بالشراكة هو حوار أصيل".
وأضاف عباس في حديث لـ"طريق الشعب" أمس، إن "هذا يعني إن الخريطة السياسية معقدة، ومن الصعب التعامل معها بلغة الأرقام، حيث أن العراق بلد معقد وذو مكونات كثيرة، وخاضع لمؤثرات داخلية وخارجية عديدة" موضحاً: أن واقع الحال والانقسام السياسي الكبير لا يدعم فرضية تشكيل حكومة أغلبية سياسية للمرحلة الراهنة على الأقل، وكل الأطراف ومن ضمنها تلك التي كانت ترفع شعار الأغلبية السياسية ربما تنتقل إلى مرحلة القبول بالشراكة وهذا الذي سوف تنتجه مفاوضات الأيام المقبلة".
بدوره، بيّن النائب عن ائتلاف متحدون حمزة الكرطاني لوكالة "السومرية نيوز"، إن "ائتلاف متحدون يؤيد تشكيل حكومة أغلبية سياسية بمشاركة جميع مكونات وطوائف الشعب العراقي"، مبينا أن "الأغلبية المقصودة ليست تلك التي يتكلم عنها رئيس الوزراء نوري المالكي والتي تعني استبعاد الكتل الرئيسية من العملية السياسية".
وأضاف الكرطاني أن "ما يروج له البعض عن تشكيل تحالف سياسي بين الكتل الصغيرة التي لا تمثل شيئا، وبين ائتلاف دولة القانون لتشكيل حكومة أغلبية، مرفوض جملة وتفصيلا"، مشيرا الى أن "ائتلاف متحدون يسعى لعقد تحالف سياسي مع الكتل الرئيسية لتشكيل حكومة وطنية".
وأوضح الكرطاني أن "الأغلبية السياسية هي بناء تحالف مع الكتل التي دفع جمهورها ضريبة تصرفات المالكي وحكومته"، لافتا الى أن "هذه الكتل هي التحالف الكردستاني والتيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي، التي لديها خلافات مع نوري المالكي".
وأكد الكرطاني "قدرة متحدون على تشكيل تحالف سياسي عابر للطائفية والقومية، ويتغلب على المصلحة الشخصية لتشكيل حكومة أغلبية سياسية وبناء دولة ديمقراطية وشراكة وطنية".
من جهته، قال المتحدث باسم كتلة الأحرار، جواد الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الديمقراطية انحرفت عن مفهومها بأن تكون حكم أغلبية"، مشيرا إلى أنها "ذهبت لما يسمى بالديمقراطية التوافقية التي تسمح لكافة القوى السياسية الاخرى بالاشتراك معها في الحكومة، من خلال التأسيس لمفهوم مقيت ومذموم سمي بالمحاصصة؛ حيث الكل يسعى الى ان يأخذ حصته في اطار طائفته وقوميته،كذلك رهلت مفهوم الديمقراطية".
وشدد الجبوري على اهمية "التأسيس لحكومة الأغلبية الذي هو بحاجة لنضج سياسي والى طبقة سياسية تبارك للكتلة الفائزة وتتمنى لها التوفيق في ادارة الحكومة وتذهب هي لتراقب مراقبة ايجابية بناءة، تستطيع ان ترصد ماتحتاجه الدولة، وان تؤشر مؤشرات مهنية لا استعدائية على اساس التآمر".