مدارات

سلوفينيا .. انطلاق تحالف "اليسار المتحد" / رشيد غويلب

بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس حزب الاوربي في 8 - 9 ايار 2004 في العاصمة الايطالية روما ، وغداة انتخابات البرلمان الاوربي في 15 ايار الحالي، تبدوا لوحة التطور للحزب مشجعة للغاية.
واستطلاعات الراي تشير الى صعود لاحزاب اليسار الجذري في العديد من بلدان القارة. وتمنح هذه الاستطلاعات حزب اليسار اليوناني 25- 29 في المائة من اصوات الناخبين، واليسار الاسباني المتحد 16 في المائة. ان التطور الجديد والمهم للغاية هو ارتفاع رصيد احزاب اليسار الجذري ، التي تقف على يسار احزاب "الاشتراكية الدولية. وقد انعكس ذلك في التوقعات التي تمنح كتلة اليسار الاوربي 18 في المائة، وبهذا تحتل لاول مرة المرتبة الثالثة في برلمان القارة.
وعلى الرغم من استطلاعات الراي والتوقعات ليس نتائج انتخابية، فضلا عن محدودية اعضاء حزب اليسار الاوربي في شرق اوربا وضعف شركائه، واسباب هذا الواقع كثيرة ومعروفة منها: وجود عداء شديد للشيوعية في في البلدان الاشتراكية السابقة، التي مازالت تمر بمرحلة انتقالية، ازمة مالية -اقتصادية، وكذلك منع الرموز والنشاط السياسي لليسار الجذري.
ومع انضمام كرواتيا الى الاتحاد الاوروبي، اصبحت اوربا الشرقية ممثلة في كتلة اليسار الاوربي بمقعدين الاول من كرواتيا ، والثاني من لاتيفا ينتميان الى اوربا الشرقية، من خارج اعضاء الحزب الشيوعي التشيكي القوي الممثل اصلا في الكتلة. وهذا الواقع قد يتغير نحو الافضل في انتخابات البرلمان الاوربي المقبلة، لوجود تشكيل يساري جديد يتطلع لاحتلال مقعده في البرلمان الاوربي. والحديث يدور حول "اليسار السلوفيني المتحد" حديث التشكيل، الذي تمنحه استطلاعات الراي الحصول على 6 -9 في المائة.
و"اليسار السلوفيني المتحد" هو تحالف يتكون ثلاثة احزاب يسارية حديثة التأسيس. وكانت البداية مع "المبادرة من اجل الاشتراكية الديمقراطية" التي ولدت من رحم الحركات الاحتجاجية في ربيع وصيف العام الفائت، والتي بادرت اليها مجموعة اكثرها من العناصر الشابة، التي نظمت الاحتجاجات الحاشدة ضد سياسة التقشف في سلوفينيا، التي يعتبرها خبراء الرأسمال نموذجا ناجحا لتحول بلد اشتراكي سابق الى الرأسمالية. وبالتعاون مع "حزب التنمية المستدامة"، و"حزب العمال الديمقراطي"، تم الاعلان في 8 اذار الفائت عن تشكيل " اليسار السلوفيتي المتحد". وكان اهتمام وسائل الاعلام على اختلاف انواعها ، في العاصمة السلوفينية "ليوبليانا" مميزا بالائتلاف الجديد، وبالحفل الذي اقامة للتوقيع على اتفاق التنسيق بين اعضائه. وحضر حفل التوقيع زعيم اليسار اليوناني ومرشح حزب اليسار الاوربي لمنصب رئيس المفوضية الاوربية الكسيس تسيبراس، و دومينيك هايلغ عضو قيادة حزب اليسار الاوربي.
وتبدو حظوظ الائتلاف الجديد جيدة، فضلا عن ان "اليسار السلوفيني المتحد" يملأ الفراغ الذي تركه تحول الحزب الشيوعي السلوفيني الى حزب اجتماعي ديمقراطي، بعد انهيار التجربة الاشتراكية في يوغسلافيا، التي كانت سلوفينيا جزء منها.لقد استطاع اليسار السلوفيني خلال سنة واحدة تنظيم حركة احتجاجية تتجاوز الاحزاب ضد سياسة التقشف التي املتها "اللجنة الثلاثية" (صندوق النقد الدولي، المفوضية الاوربية، والبنك المركزي الاوربي) على غرار ما فعلت في اليونان، فضلا عن الاعلان عن تحالفه الجديد.واكثر من هذا يسعى اليسار السلوفيني الى تعميق واستمرار مشروعه، وعلى هذا الطريق قدم طلبا للانظمام الى حزب اليسار الاوربي. وسيكون حصول اليسار السلوفيني على مقعد واحد من المقاعد الثمانية المخصصة لسلوفينيا في البرلمان الاوربي، وانظمامه الى حزب اليسار الاوربي حافزا ومشجعا لليسار في بلدان اوربا الشرقية. ويمكن من الأن رصد الحراك الذي ولده هذا التطور الهام داخل قوى اليسار في بلغاريا، وهنغاريا وكرواتيا وبلدان اخرى في الاتحاد الاوربي.